أثار تمثال لامرأة، ذات صدر بارز، نارًا من الغضب، في هذه الأيام، في إحدى المستوطنات الإسرائيلية الواقعة في الضفة الغربية. شهدت المستوطنة، التي تم إنشاؤها لكي تضم متدينين وعلمانيين، انشقاقًا على إثر جدال حاد بين المتدينين الذين يدعون أنه تم المس بمشاعرهم، وبين العلمانيين الذين اتهموهم بأنهم يتصرفون مثل داعش. أول البارحة، وصل النزاع إلى ذروته، عندما تم تحطيم التمثال.
بدأت الأزمة في أول الأسبوع. حيث وضعت فنانة محلية التمثال، الذي بلغت تكلفته 40 ألف شاقل (10 ألف دولار)، في ميدان داخل المستوطنة. قالت الفنانة في حديث لها مع صحيفة هآرتس: “عملت كثيرًا على هذا التمثال، لأنه تمثال مصنوع من الإسمنت”. “أنا أعتبرها امرأة حكيمة، هذه قصة من التوراة. هذه المرأة كانت من مستوطنة “تاكوع” ووضعت التمثال باتجاه القدس. ترتدي ملابس متواضعة، وتحمل نظرة متواضعة”.
لم يمض الكثير من الوقت على نصب التمثال حتى بدأت تُسمح ردود الفعل الغاضبة في المستوطنة. استعرض أحد المواطنين المُتدينين، الذي رفض الإفصاح عن إسمه، عريضة إنترنتية شديدة اللهجة ومُفصّلة ضد التمثال. “نحت صورة الإنسان هو أمر أساسي وحساس في الثقافة اليهودية”، كُتب هناك. “يعرف الجميع الوصية الثانية التي يرد فيها: “لا تصنع لك تمثالاً منحوتًا ولا صورة”. تمنع الديانة اليهودية نحت تمثال حتى لأغراض الزينة”.
[mappress mapid=”14″]
كذلك تم التفصيل بشكل واضح بأن نصب التمثال “في مكان نمر منه نحن وأولادنا كل يوم هو غير ملائم ويمس بمشاعر اليهود. كل طفل في الحضانة يتعلم عن تكسير إبراهيم للأصنام”. يُضيف لاحقًا المبادرون لتلك العريضة أنه “نحن مع حق كل إنسان أن يضع في المساحات الخاصة به ما يشاء من أصنام. إنما لماذا يضعون تمثالاً كهذا في مكان عام يخصنا جميعًا، وخاصة في مستوطنة مثل “تاكوع”، كثيرة التنوع؟”.
وقال أحد سكان المستوطنة العلمانيين إنه كلما مر الوقت تفقد المستوطنة هويتها كمستوطنة مختلطة، حيث “توقف العلمانيون عن التوافد”. وصرّح لصحيفة هآرتس البارحة قائلاً: “لا يعرف المتدينون أية حدود”. ووفق قوله: “أخيرًا تم وضع شيء فني، وها هم أشخاص يأتون ويقولون إنه عمل غريب. ربما كان ذلك يمس بمشاعرهم إنما هناك أشياء أيضًا تمس بمشاعري”.
تقدم، قبل يومين، شخص مُتديّن باتجاه التمثال وضرب بفأسه منطقة ثديي المرأة ومحجر العين. بعد أن شاع خبر تحطيم التمثال، أرسل أحد المواطنين بريدًا إلكترونيًا غاضبًا: “ها قد وصلت داعش إلى المستوطنة! أهلاً بالقادمين! متى ستأتون لترشقونني بالحجارة لأنني لست مثلكم؟”