تحوّل موضوع تلوث الهواء، في إسرائيل، في الأيام الأخيرة، إلى أكثر المواضيع تداولاً وإثارة للقلق. زاد القلق في إسرائيل، على إثر عدد من المقالات والتقارير في صحيفة “يديعوت أحرونوت” وفي موقع “YNET”، من أن منطقة المدينة الشمالية حيفا، وهي ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، هي منطقة تعاني من تلوث كبير بالهواء.
يُظهر تقرير وزارة الصحة الإسرائيلية الذي تم نشره في الأسبوع الماضي أن نسبة الإصابة بالسرطان، لدى الأطفال، في منطقة حيفا أعلى نسبيًا، مُقارنة ببقية سكان إسرائيل، وأن احتمال الإصابة بالسرطان في حيفا أعلى بنسبة 16% مقارنة بباقي مناطق الدولة. أعلنت وزارة حماية البيئة، على إثر نشر هذه المعلومات، أنها تُفكر بالإعلان عن منطقة حيفا “منطقة منكوبة بالتلوث البيئي”.
بالمقابل، هناك أطباء كانوا قد طرحوا رأيًا مخالفًا للرأي الذي نشرته “يديعوت أحرونوت”. صرّح البروفيسور يتسحاك نيف، أخصائي أمراض السرطان لدى الأطفال، لصحيفة “هآرتس” قائلاً: “تلوث الهواء هو شيء سيء وتجدر محاربته، ولكن، ليس هناك أي إثبات في المراجع الطبية يُشير إلى العلاقة بين تلوث الهواء وإصابة الأطفال بالسرطان”.
هناك في حيفا مصانع تكرير الوقود الأساسية في إسرائيل، التي تُعتبر مصدرًا كبيرًا للتلوث. يعتمد جزء كبير من سوق الطاقة في إسرائيل على مصانع حيفا. ساد ادعاء، في الأيام الأخيرة، يقول إن بلدية حيفا، التي تحصد عشرات ملايين الشواقل من تلك المصانع، سنويًا، تغاضت عن قضية التلوث الخطيرة تلك.
طلب رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف، البارحة من سائقي شاحنات البلدية بإغلاق مداخل المصانع المُلوثة. رأت وسائل الإعلام الإسرائيلية بخطوة ياهف هذه أنها ليست إلا خطوة شكلية وليست حقيقية وجاءت فقط لتضليل الجمهور لأن ياهف ليست لديه النية للمس بتلك المصانع.
تطرقت نائبة الكنيست عن حزب ميرتس، تمار زاندبرغ؛ على صفحتها الفيس بوك، لما يحدث في حيفا، وقالت: من المهم عدم ركن هذا الموضوع جانبًا، إلا أنه من المهم القول: هنالك مجموعة من المُخططات التي ترمي لتوسيع الصناعة المُلوثة في خليج حيفا. الشي الضروري الذي على يونا ياهف أن يفعله هو أن يستقل تلك الشاحنات وأن يذهب ليعترض على كل واحد من تلك المخططات في لجان التخطيط والبناء، الأمر الذي لم تفعله بلدية حيفا حتى الآن”.