يُقدّم التقرير السنوي لمركز “تاوب”، الذي نُشر اليوم (الأربعاء)، صورة اجتماعية واقتصادية عن إسرائيل لعام 2017. يصدر التقرير الخاص سنويا، وهو يجمع 10 دراسات جديدة في مجال التشغيل، الاقتصاد، التعليم، الصحة، والرفاه الاجتماعي.
من بين المعطيات المثيرة للاهتمام: ارتفع معدل التشغيل والأجور، وفي المقابل، انخفض معدل البطالة، ولكن رغم هذا، فإن غلاء المعيشة لا يزال الأعلى من بين الدول المتقدمة التابعة لمنظمة التعاون والتنمية (OECD).
ويتضح من المعطيات أيضا أن متوسط معدل التشغيل والأجر أدى إلى ارتفاع ملحوظ بحجم الاستهلاك في السنوات الماضية وإلى زيادة مستوى المعيشة.
ما زالت أسعار الشقق آخذة بالارتفاع بوتيرة أسرع من أسعار أجور الشقق المستأجرة، لهذا ما زال أصحاب الشقق يشهدون انخفاضا في زيادة قيمة الشقق المستأجرة. يبدو أن ارتفاع أسعار الشقق الأخير يعكس تحديدا توقعات العائلات والمستثمرين حول زيادة الأسعار في المستقبل، سواء زيادة أسعار الشقق المعدّة للبيع أو أسعار الشقق المعدّة للإيجار.
في السنوات الماضية، طرأ تقدم ملحوظ على معدل تشغيل الشبان من المجتمع الحاريدي (اليهودي المتدين) من كل التيارات: بين عامي 2008 و 2013 ارتفع معدل تشغيل الحاريديين الذين أعمارهم 30-23 بنسبة 9%، ووصل إلى 73% لدى النساء و %36 لدى الرجال، وشكلت هذه النسب الأعلى في كل المجتمع الإسرائيلي.
وفق التقرير، يتضح أن التحدي الأكبر الذي يواجهه الجهاز التربوي هو تقليص عدم المساواة في المواد التعليمية بين الطلاب من المجتمعات المختلفة. لقد طرأ تحسن في هذا المجال في السنوات الماضية، ولكن ما زالت الطريق نحو المساواة طويلة.
ويخصص التقرير جزءا كاملا لظاهرة المقاطعة في المدارس، ويركز على العلاقة بين فرص التعرض للمقاطعة وبين صفات الطالب: القومية، المكانة الاجتماعية، والجندر. ففي عام 2015، وصلت نسبة الطلاب الذين تحدثوا عن أنهم تعرضوا للمقاطعة إلى نحو %6 من إجمالي الطلاب في المدارس الإسرائيلية، وهناك في أكثر من %60 من الصفوف، طالب يعاني من المقاطعة.
كما أن هناك فوارق هامة بين الطلاب في المدارس المختلفة: %11 من الطلاب أشاروا إلى مقاطعة مدارس عربية، في المقابل، %3.4 تحدثوا عن مقاطعة المدارس اليهودية. أوضحت الطالبات اليهوديات أنهن تعرضن للمقاطعة بمستوى أعلى من المستوى الذي تعرض له الشبان بقليل: نحو %5.2 مقابل نحو %4.7. في الوسط العربي الوضع مختلف: نحو %17 من الطلاب تحدثوا أنهم تعرضوا للمقاطعة مقابل نحو %13 من الطالبات.
يعاني الطلاب ذوو المكانة الاجتماعية – الاقتصادية المنخفضة من المقاطعة بنسبة أعلى من الطلاب ذوي المكانة المرتفعة: أشار نحو %16 من الطلاب العرب ذوي المكانة المنخفضة أكثر إلى أنهم تعرضوا للمقاطعة، وأعرب عن ذلك %6 من الطلاب اليهود أيضا، في المقابل، تعرض للمقاطعة نحو %11 من الطلاب العرب، و %4 من الطلاب اليهود ذوي المكانة المرتفعة أكثر.
فيما يتعلق بالجهاز الصحي في إسرائيل، يشير التقرير أن الحكومة تساهم بنسبة أقل من %15 من المعدل في تمويل الخدمات الصحّية مقارنة ببلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).
مؤخرا، ازدادت الحاجة لتلقي الخدمات الطبية، لا سيّما بسب تقدم المواطنين في العمر، وفي المقابل، انخفض عدد عمال الصحة بشكل عام، وفي الجهاز الصحي العام بشكل خاص.
وفق التقرير، لا يشكل متوسط العمر المتوقع للرجال في إسرائيل (80.2 سنة) العمر الأعلى في العالم فحسب، بل هو أعلى من المتوقع وفق مؤشرات مستوى الثراء، التعليم، والمعطيات الديموغرافية والصحية في إسرائيل.
بعد فحص مؤشرات مختلفة في 170 دولة في العالم، اتضح أن متوسط العمر المتوقع في إسرائيل أعلى بـ 7.5 سنة من المتوقع.
ويُستدل من التقرير أن متوسط العمر المتوقع للمواطنين العرب في إسرائيل وصل إلى 79 عاما، وهو يعتبر الأعلى مقارنة بسكان العالم العربي والإسلامي. مع ذلك، فإن متوسط العمر المتوقع للمواطنين العرب في إسرائيل أقل مقارنة بالمواطنين اليهود الذين تصل أعمارهم إلى 82.7 وأقل من متوسط العمر المتوقع للمواطنين في الدول النامية الذين تصل أعمارهم إلى 81.6 سنة.