سيُنشر في نهاية الشهر تقرير الفقر الذي سيبيّن أنّ واحدًا بين كل ثلاثة أولاد في إسرائيل يعاني من الفقر، وأنّ النسبة قد تزداد. نشرت دائرة الإحصاء المركزية أمس معطيات مقلقة، مفادها أنّ نحو 30 ألف شابّ يعمل أو يبحث عن عمل في إسرائيل. قد تكون هذه المعطيات أعلى في الواقع، لأن الكثير من الشبان لا يبلّغون عن عملهم.
تناولت قنوات التلفزيون أمس بإسهاب ظاهرة مؤلمة وآخذة في الازدياد. ووُثّق أطفال وأحداث ينظّفون مطالع الدرج، يعملون كنادلين، يغسلون الأواني، يعتنون بالأطفال، ويعملون في أي عمل يتيح لهم الحصول على مقابل ضئيل لمساعدة والديهم على شراء الأطعمة، أو الدفع مقابل الكهرباء أو الماء، لمنع قطع تلك الخدمات. يعمل جزء من الأولاد في عدة أماكن عمل في الوقت ذاته، لساعات طويلة، وأحيانا على حساب أوقات التعليم.
نُشرت في الأسبوع الفائت معطيات تُفيد أنّ نصف العمال في إسرائيل يتقاضَون أقل من 6.500 شاقل، (نحو 1700 دولار)، وأحيانًا أقل بكثير، أو لا يعملون أبدًا. لا يستطيع أولئك الأشخاص تدبّر أمرهم، ودفع كافة الدفعات وإعالة العائلة بكرامة.
روى أحد الأولاد أنه يشعر بأنه يُشكّل عبئًا على والديه، ولذلك خرج للعمل، وهو يعمل حاليًا في أربعة أماكن عمل مختلفة، وينفق المال في تسديد دفعات المنزل. وقالت فتاة أخرى، تبلغ من العمر 12 عامًا، إنها قررت الانضمام إلى أختها البالغة من العمر 14 عامًا ومساعدتها في تنظيف المنازل وذلك “لعدم توفر الخبز في المنزل دائمًا”.
بين كافة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، فإن إسرائيل هي في المكان الأعلى من حيث نسبة الأولاد الفقراء. يعيش حاليًا في إسرائيل نحو 880 ألف طفل يعاني من الفقر، أي نحو 10% من السكان. يضطر الأولاد للخروج إلى العمل بدلا من القيام بالفروض المنزلية أو الدراسة استعدادًا للامتحانات. وليست إمكانية التركيز على الدراسة مرتفعة عندما يكون المرء يتضور جوعًا، هذا إذا افترضنا أنه يستطيع تسديد الدفعات الأساسية للمدرسة. طبعًا، لا مكان لذكر التعليم العالي هُنا. يبدو أن دائرة الفقر الآخذة في التوسّع تجذب إليها عددًا متزايدًا من الأطفال، وليست إمكانية الخروج منها كبيرة.