إن من يُتوقع أن يكون مسؤولا عن الإعلام الرسمي في دولة إسرائيل، في الشبكات الاجتماعية من قبل ديوان رئيس الحكومة، يُبدي مؤخرًا مهارات معلّق غاضب في صفحته الشخصية على الفيس بوك. وقد كشف الصحافي المرموق براك رافيد، من صحيفة “هآرتس”، في مدونته الشخصية، أن الإعلامي الوطني الذي يترأس غرفة الإعلام الجديدة لا يبخل بالتفوهات الغاضبة وينشر شتائم مهينة إلى كل حدب وصوب.
من بين تفوهاته الخشنة، برزت بشكل خاص تفوهاته الموجهة إلى رئيس وفد المفاوضات الفلسطيني الذي يشتمه من دون التفكير مليًا بالأمر، وهو يكنّي الفلسطينيين بأنهم حمقى. في موضوع حول ذكرى النكبة، كتب سيمان: “صفارة لمدة 65 ثانية، سُمعت اليوم في رام الله لذكرى النكبة. هذا ليس وقتًا كافيًا للتوقف والتفكير إلى أي مدى هم (الفلسطينيون) حمقى”. غير أنه يصب غضبه على حلبة الشرق الأوسط ليس فحسب، بل يوجه انتقادات مهينة لليابانيين: “لقد سئمت اليابانيين وجميع نشطاء السلام الذين يقيمون احتفالات ذكرى لضحايا هيروشيما ونغازاكي. أنت تحصد ما تزرع. هيروشيما ونغازاكي هما نتيجتا العدائية اليابانية”.
في الرد الأول على الأقوال التي نشرها ضده بارك رافيد وصحيفة هآرتس، صرح سيمان في وسائل الإعلام أن صحيفة هآرتس لم تكنّ له المحبة ذات يوم وقال “منذ متى يُمنع الناس من التعبير عن آرائهم في الفيس بوك؟ لو كرّسوا 60 دقيقة للتفكير بالترهات التي يفعلونها، لكانوا سيفهمون كم هم أغبياء”.
وقال سيمان عن الموضوع الذي كتبه ضد اليابانيين أنه يعتقد أن الحديث يجري عن وقاحة. “أعتقد أنه من الوقاحة ألا تكرّس تلك المنظمات التي تُعنى بحقوق الإنسان دقيقة ذكرى للخمسين مليون صيني، كوري وسائر ضحايا همجية اليابانيين التي استوجبت القنبلة الذرية. هذا هو ما يُغضبني”، أشار رئيس غرفة الإعلام على الإنترنت. وأضاف قائلا “صحيفة هآرتس لم تكنّ لي المحبة ذات يوم. أنا هو من لم يزوّد الفلسطينيين بتأشيرات للصحفيين، ونكلت بأولئك الصحفيين الأجانب الذين أخطأوا في عملهم الصحفي وألحقوا الضرر بإسرائيل بأسلوب غير مهني”.
في أعقاب الزوبعة التي أثارها، قرر ديوان رئيس الحكومة تجميد عمله. وقد وضحت مصادر مقربة من نتنياهو أن قرار تجميد نشاطات سيمان، قد تم اتخاذه في أعقاب نشر المواضيع الماسّة والعنصرية التي كتبها سيمان في صفحته الشخصية على الفيس بوك. وقد تلقى سيمان أيضا تعليمات بعدم الاستمرار في مزاولة الأعمال المتعلقة بالمنظومة الإعلامية الوطنية حتى إشعار آخر.
في الوقت ذاته، أشار مصدر في وزارة الخارجية في القدس أن شخصية رفيعة المستوى في السفارة اليابانية في إسرائيل كانت قد توجهت إلى رئيس الحكومة محتجة وطلبت أن تعرف ما إذا كان سيمان هو مستخدم دولة ويتم تشغيله في إطار ديوان رئيس الحكومة. وقد أعرب الدبلوماسي الياباني عن عدم رضاه عن الأمور.
إلى ذلك، كشفت صحيفة هآرتس في بداية الأسبوع عن أن ديوان رئيس الحكومة معني بتأسيس “وحدة ظلال” بالتعاون مع اتحاد الطلاب الجامعيين القطري، لتعمل في مجال الإعلام من أجل إسرائيل في الشبكات الاجتماعية على الإنترنت. تشمل المبادرة التي تصل تكلفتها إلى ما يعادل ثلاثة ملايين شيكل، تجنيد مئات الطلاب الجامعيين لكي يكونوا جزءًا من منظومة الإعلام الوطنية، ولكنهم سيزاولون نشاطاتهم على شبكتي الفيس بوك وتويتر من دون تعريف حكومي رسمي.
ردا على النشر، جاء من ديوان رئيس الحكومة أن الحديث يجري عن مشروع يهدف إلى تعزيز الإعلام الإسرائيلي وملاءمته للتغييرات في طريقة استهلاك المعلومات. “تولي المنظومة الإعلامية في ديوان رئيس الحكومة أهمية لنشاطات مواقع التواصل الاجتماعي. كجزء من هذا الاهتمام، تتم في هذه الأيام إقامة شبكة إعلام جديدة موالية لإسرائيل مؤلفة من طلاب جامعيين في الحُرم الجامعية في إسرائيل، للمساعدة في دفع ونشر المضامين في مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأساس للجماهير في مختلف أنحاء العالم”.