تلتزم حركة حماس في قطاع غزة حتى الساعة الصمت حيال الأنباء الإسرائيلية عن وجود مواطنين إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة. لكن ثمة روايات ينشرها نشطاء ميدانيون في الجناح العسكري لحماس، تكشف عن تفاصيل جديدة فيما يتعلق بمصير الشاب الإثيوبي الذي قطع الحدود إلى غزة قبل 10 أشهر. وإلى ذلك، تتحدث بعض المصادر في القطاع عن إمكانية إتمام صفقة قريبة، قبل حلول العيد، أي قبل يوم الجمعة القادم، يتم بموجبها الإفراج عن الإسرائيليين الأربعة: المواطنين والجنود القتلى.
وترفض حماس في هذه المرحلة إعطاء أي معلومات حول الشاب العربي من بلدة حورا المحتجز في القطاع، فارضة حالة من الضبابية كذلك حول مصير الشاب الإثيوبي، أبراه منجيستو.
وبالنسبة لمنجيستو تقول بعض المصادر في القطاع إن لا أحد كان مـتأكدا من حقيقة الأنباء التي كانت تتداول حول وجود هذا الشاب الإثيوبي في القطاع. وقد اعترفت مصادر في حماس أنه حتى بعض المسؤولين في الحركة لم يكونوا على علم تام بالموضوع.
أما بالنسبة لما حصل فهنا تبدأ حالة من “سوق روايات” لا أحد حتى الآن يستطيع التأكد منها. هنا نشير إلى روايتين تطرق إليها بعض النشطاء الميدانيين في الجناح العسكري لحماس، كتائب القسام. الرواية الأولى تقول إن قوات الأمن الرسمية التابعة لحماس حقّقت مع منجيستو ولما تبين أنه مواطن لا جندي، وأنه دخل إلى القطاع عن طريق الخطأ، حاولت حماس إعادته إلى إسرائيل كخطوة حسن نية في إطار الاتصالات بين الطرفين حول تخفيف الحصار وإعادة البناء مقابل هدنة طويلة الأمد. مصادر حماس تقول إنه تم تسليم الشاب إلى الصليب الأحمر لكن إسرائيل رفضت تسلمه بحجة أنه لا يوجد مواطن إسرائيلي مفقود.
وأعاد الصليب الأحمر الشاب إلى حماس وتم تسليمه إلى جهاز الأمن التابع للقسام. ومن هنا تختلف الروايات حول مصير الشاب منجيستو بعد تسليمه لأمن القسام.
يذكر أن الجانب الإسرائيلي، الرسمي وغير الرسمي، لم يؤكد أو حتى يتناول هذه الرواية.
أما الرواية الثانية، وقد تكون ذات صلة بالأولى، هي أن حماس قامت في الآونة الأخيرة بتسليم منجيستو إلى مصر لتقوم بوساطة بين الطرفين، يتم بموجبها الإفراج عن منجيستو عبر مصر مقابل الإفراج عن محرري صفقة شاليط الذين أعادت إسرائيل احتجازهم قبيل الحرب الأخيرة. وإدخال مصر على الخط يعود لرغبة حماس في دبّ بعض الحرارة إلى علاقتها مع نظام السيسي ومنح مصر موقع اللاعب والوسيط الإقليمي المعتمد في كل ما يتعلق بملف قطاع غزة مع إسرائيل. وانه في هذا السياق تم فتح معبر رفح وتم السماح من قبل إسرائيل دخول عمال وتجار من القطاع إلى إسرائيل ودخول مصلين من غزة للصلاة في المسجد الأقصى.
وبحسب هذه الرواية الإعلان الإسرائيلي اليوم جاء من باب إعداد الرأي العام الإسرائيلي لصفقة قد تُبرم بين الطرفين يتم بموجبها الإفراج عن عشرات الأسرى الفلسطينيين. لكن نشير مجددا أنه، وفي اطار الحرب النفسية أو حتى في إطار تفاهمات مع الجانب الإسرائيلي، تلتزم حماس بحالة من الصمت الرسمي. لكن حالة الصمت هذه تطلق العنان لحالة من الضبابية التي تشجع الإشاعات التي سيطرت على الموضوع منذ ساعات الصباح. مرة أخرى، قد يكون ذلك من باب رفع السعر في إطار حرب نفسية أو نتيجة لتفاهمات مع الجانب الإسرائيلي.
وكان رئيس مكتب حماس، خالد مشعل، قد ألمح مساء أول أمس، الثلاثاء، في لقاء مع عدد من الصحفيين في العاصمة القطرية الدوحة، إلى وجود اتصالات بين حماس وإسرائيل من أجل الإفراج “عن جنديين إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة” وذلك بالإضافة إلى جثتي جنديين آخرين.