تشكل شواطئ البحر الميت مصدر جذب للسيّاح وتنجح في استقطاب اهتمام المستحمين الإسرائيليين، الفلسطينيين، والأجانب. يعمل في هذه الشواطئ 12 منقذا، وجميعهم فلسطينيون من سكان الضفة الغربية. إلا أنه يبدو أن المستحمين الإسرائيليين لا يولون اهتماما لهذه الحقيقة. “يعمل المستحمون الإسرائيليون وفق تعليماتنا، وليست لديهم مشكلة بصفتنا فلسطينيين”، هذا وفق أقوال أحد المنقذين من منطقة قلقيلية. يتقن المنقذون اللغة العبريّة ولغات أخرى وهم قادرون على نقل تعليماتهم لكل أبناء القوميات.
تلقى هؤلاء المنقذون تأهيلا في مجال الإنقاذ في السلطة الفلسطينية. وفق أقوال روعي أسياغ، من الإدارة المدنية الإسرائيلية، بهدف التأكد من أن مستوى التأهيل الذي حصل عليه هؤلاء المنقذين مساويا لمستوى تأهيل الإسرائيليين، نظمت الإدارة المدنية الإسرائيلية دورات استكمال أخرى وفقا للمعايير الإسرائيلية التي تعتبر صارمة أكثر.
في اليومين الماضيين، اجتاز المنقذون تأهيلا إسرائيليا على استخدام سفينة الحسكة، وتدربوا على الوصول سريعا إلى الغريق في قلب البحر. في الواقع، يطفو المستحمون على سطح المياه في البحر الميت وهم ليسوا قادرين على الغوص، ولكن رغم ذلك تشكل السباحة فيه خطرا لأن ابتلاع مياه البحر، حتى إذا كانت الكمية قليلة قد يؤدي إلى الاختناق. قال المُرشِد الإسرائيلي الذي أرشد المنقذين: “تفاجأت من قدرات المنقذين الفلسطينيين”، مضيفا “إنهم يهتمون ويبدون مسؤولية”.
يعمل مراد ابن 34 عاما من أريحا، في الضفة الغربية، منقذا في شواطئ البحر الميت المختلطة منذ خمس سنوات. قال لطاقم موقع “المصدر” إنه راض عن عمله المميز ويعتبره فرصة فعلية لإنقاذ الحياة. “نطمح إلى الحفاظ على حياة كافة البشر”، وفق أقواله. “هذه الشواطئ هي الوحيدة التي في وسع الإسرائيليين والفلسطينيين الاستجمام فيها معا، ونشهد احتراما متبادلا بين الجميع”.