تصدرت نائبة المديرة للحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون، الأمريكية المسلمة، هما عابدين، العناوين في أمريكا إثر قرّرها الانفصال عن زوجها اليهودي، انتوني وينر، عضو سابق في الكونغرس الأمريكي عن نيويورك، بعد تورطه بفضيحة ثانية بإرسال رسائل قصيرة ذات طابع جنسي لنساء. وتُعدّ هما من أقرب الشخصيات لهيلاري كلينون، ولها نفوذ كبير في واشنطن، وهي بمثابة ابنة ثانية حسب وصف كلينتون لها.
تشغل عابدين، وعمرها 40 عاما، نائبة مديرة الحملة الانتخابية الخاصة بهيلاري، وقد بدأت العمل معها حينما كانت طالبة جامعية في جورج واشنطن عام 1996. ومنذ ذلك الوقت وهي ترافق هيلاري التي تقدمت من نائبة في مجلس الشيوخ، إلى السيدة الأولى للولايات المتحدة، ووزير الخارجية الأمريكية واليوم مرشحة ذات حظوظ كبيرة لرئاسة الولايات المتحدة.
وشهدت كلينون على العلاقة الخاصة التي تربطها بعابدين، قائلة لمجلة “فوج” (vogue): “لا نظير للجمال والذكاء والتواضع الذي تتحلى بهما هما، لقد رأيتها تتقدم من مساعدة إلى مستشارة واليوم هي واحدة من الشخصيات المركزية التي تدير حملتي الانتخابية”. ويقول مراقبون إن كلنتون تثق بها بصورة كاملة.
ترعرعت في جدّة
ولدت هما عابدين في كالامازو، ميشيغان، لمحمود عابدين من الهند، وصالحة من باكستان، وكلاهما مربيان حصلا على شهادة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا. وانتقلت في جيل عامين إلى جدّة، السعودية، حيث عاشت وتعلمت حتى مرحلة الثانوية، وبعدها عادت للولايات المتحدة لتلتحق بجامعة “جورج واشنطن”.
ويقول مراقبون إن عابدين ترافق كلينتون إلى كل مكان، وهي شريكة في القرارات المؤثرة الخاصة بالحملة الانتخابية لكلينتون، ويتوقع لها أن تشغل منصبا كبيرا في حين أصبحت هيلاري رئيسة أمريكا.
مقربة جدا لعائلة كلينتون
ويضيف المقربون من عابدين أنها تملك مهارات فائقة في تجنيد الأموال لصالح مديرتها، كما أنها مقربة جدا من عائلة كلينتون، والدليل على ذلك حضور الرئيس السابق بيل كلينتون حفل زفافها عام 2010.
وفي وظيفتها السابقة، مساعدة لكلينتون في وزارة الخارجية، قامت عابدين بمهام متنوعة، من تعيين مواعيد لكلينتون إلى تقديم مشورة تتعلق بمظهرها الخارجي، وهكذا طغت العلاقات الشخصية بين الامرأتين على العلاقات المهنية. فبناء على واحدة من هذه النصائح، ارتدت كلينتون فستانا أخضر خلال لقاء جمعها بوزير الخارجية الأردني.
ولطالما ارتبط اسم عابدين بقضايا دقيقة خاصة بعائلة كلينتون، قد ذكر اسمها في قضية البريد الإلكتروني الخاص بهيلاري كلينتون. وقد تعرضت لانتقاد شديد حين شغلت مستشارة لشركة خاصة، يدريها مساعد سابق لبيل كلينتون، في الوقت الذي كانت فيه مساعدة لهيلاري. ويشبه معارضون عابدين بكلينتون، ويقولون إن الامرأتين تميلان إلى التورط في قضايا فساد وإخلال بأخلاقيات العمل.
إضافة إلى ذلك، أشار سياسيون أمريكيون محافظون إلى أن ثمة علاقة تربط عابدين بحركة “الإخوان المسلمين”، مشيرين إلى ان اسمها يظهر في مجلة مرتبطة بالجالية الإسلامية في الولايات المتحدة، تشرف على تحريرها والدة عابدين. إلا أن فحصا أجرته صحيفة “واشنطن بوست” للمجلة المعنية، أوضح أنها مجلة ذات توجهات أكاديمية، وأن الاتهامات المنسوبة لعابدين محض افتراء.