عندما قرر كريستيان فون كوينيجسيج ابن 44 عاما في أحد الأيام المشرقة عام 1994 أن يصنع بنفسه سيارة خارقة ومميزة عالميا، لم يتخيّل كم سيكون ذلك صعبا.
لم يتمتع كوينيجسيج بموهبة هندسية، ولا معرفة في الصناعة، ولم تكن لديه إمكانية الوصول إلى موارد لا نهائية أو مصنع يمكنه أن ينفّذ تصميماته الابتكارية. كان لديه صديق مع مرآب سيارات وشغف لا ينضب للسيارات فقط، وكان ذلك كافيا.

خلال 22 عاما من عملها، صنعت شركة كوينيجسيج الصغيرة أقل من 135 سيارة، وتم تصنيع 20 سيارة فقط من بعض الطرازات، ولكن بيع كل منها بمبالغ تصل إلى مليوني دولار. يخترع كوينيجيسيج بنفسه كل طراز وطراز بفضل قدراته الإبداعية. واليوم باتت الشركة تمتلك نحو 30 براءة اختراع على التقنيات التي طوّرتها.
بسبب تصميم سيارة كوينيجسيج الخاص وغير القياسي، تصنع الشركة بنفسها المقاعد، كل الأجزاء الداخلية للسيارة والمحرّكات – وتتم ملاءمة جميعها بشكل دقيق لهياكل السيارات المنخفضة بشكل خاص، والتي تصل سرعتها إلى ما لا يقل عن 430 كيلومترًا في الساعة.

لم تكن لدى كوينيجسيج تقريبا موارد مالية في بداية طريقه. ولكن مع ذلك، فقد أعرب ببساطة أنّه رغم الصعوبات التي شعر بها “لم يكن لديه أي مناص إلا أن يبني السيارة الأفضل في رأيه يدويا”. لقد استثمر 200,000 دولار من ماله الخاص، واستثمر والده مليوني دولار في الشركة وكان هذا المبلغ كل توفيراته. ولكن “أمي بطبيعة الحال فقدت عقلها”، كما يقول كوينيجسيج.

مع مرور الوقت، تحمس المستثمِرون لسيارات كوينيجسيج الفخمة والمستثمَرة أيضًا فبدأت الأموال بالتدفق، رغم الاحتمالات الضئيلة للشركة الصغيرة بأن تنهض، فبدأت السيارات المثالية والمثيرة للتباهي التي صنعها كوينيجسيج بأسر قلوب أصحاب المليارات. ولكن كوينيجسيج نفسه لا يتطرق إلى النجاح التجاري لشركه باعتباره معجزة. بأسلوبه البسيط والمباشر، يلخّص قصة نجاحه قائلا: “صنعت سيارة تتحرك بسرعة كبيرة وتصدر ضجيجا كبيرا، وقد نجحت في أسر قلوب الجمهور”.
