في ظل التوتر بسبب إعلان ترامب والاحتجاج الذي أعقبه، نظم صندوق رأسمالي إسرائيلي زيارة لكبار المسؤولين من الشركات الدولية في الدفيئة التكنولوجية في مدينة روابي الفلسطينية. ضم الوفد كبار المسؤولين من الشركات الدولية العملاقة، مثل “سيسكو”، الشركة الأمريكية لتكنولوجيا المعلومات، وكان هدفه فحص إمكانية التعاون مع رجال الأعمال من الشركات الناشئة الصغيرة الفلسطينية.
بدأت الشراكة بين الشركات الفلسطينية والشركات الدولية العملاقة بمبادرة صندوق رأس المال المغامر JVP الإسرائيلي، الذي يرأسه عضو سابق في الكنيست، أريئيل مرجليت. وفي معرض حديثه عن المبادرة قال مرجليت إنه يؤمن بقدرات رواد الأعمال الشباب موضحا: “أعتقد أن رجال الأعمال هم مَن سيُحدث التغيير في المنطقة حتى قبل السياسيين. هناك العديد من الشباب في العالم العربي الذين يرغبون في التعاون في مجالات الزراعة والتكنولوجيا والمجالات الكبيرة الأخرى التي تحتاجها هذه المنطقة. ورجال الأعمال الشباب هم القادرون على إعادة بناء الجسور التي دمرها السياسيون”.

خلال الاجتماع، أعجِبَ ممثلو الوفد بمستوى الدافعية الخاص الذي أعرب عنه موظفي الشركات ورغبتهم في إثبات قدراتهم. وقال دانيئل كارب، وهو عضو بارز في شركة “سيسكو” الأمريكية الذي شارك في اللقاء، “نشهد هنا براعم تشهد على التطور في البيئة التي يمكن أن تنمو فيها الشركات. يبدي هؤلاء المبادرون رغبة في النجاح والتقدم. في وسع هذه الأمور معا خلق شركات كبيرة”.
رغم أن سوق التكنولوجيا الفائقة الفلسطينية في مراحله الأولى، إلا أنه بدأ يتقدم ويتطور، ويحاول الخبراء الفلسطينيون التعلم من التجربة الإسرائيلية لخلق صناعة تكنولوجية متطورة.
تأسست الدفيئة التكنولوجية في مدينة روابي الشابة بمبادرة الملياردير الفلسطيني، رجل الأعمال بشار المصري، الذي كان أيضا رجل الأعمال الذي اهتم بإقامة المدينة ذاتها. تُعرَض مدينة روابي، التي بُنيت في عام 2009 شمال غرب مدينة رام الله، كعلامة على نوعية الحياة الحضرية والحديثة للسكان الفلسطينيين، ومن المفترض أن تكون محركا اقتصاديا هاما من شأنه أن يخلق الآلاف من فرص العمل الجديدة.
أوضح المصري، الذي شارك في الاجتماع قائلا: “إن السوق الفلسطيني صغير جدا ولديه خيارات قليلة. على المبادرين التطلع خارج هذا السوق، وهذا هو الغرض من اللقاء ونحن نسعى إلى إظهار ما هو موجود في الخارج”.

وأكد مديرو الشركات الفلسطينية خلال الاجتماع على أن صناعة التكنولوجيا الفائقة لا تعتمد على الوضع الأمني المتقلب، لأنها تحدث عبر الهواء والإنترنت، وبالتالي يمكن أن تعمل بشكل جيد في الواقع الجيوسياسي الهش.