أوعز نتنياهو لممثلي إسرائيل في الأمم المتحدة التغيّب عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول التحقيق في جرائم الحرب في سوريا، هذا ما كشفته أمس صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية. أصدر نتنياهو تعليماته إلى البعثة الإسرائيلية قبل أيام قليلة فقط من موعد التصويت، خلافا لموقف وزارة الخارجية الإسرائيلية.
رغم التحفظات، فإن موقف وزارة الخارجية يؤيد أن تصوت إسرائيل لصالح التحقيق في جرائم الحرب في سوريا، وذلك لأن الحديث يدور عن قضية أخلاقية من الدرجة الأولى.
في التوصيات التي قدمتها وزارة الخارجية لرئيس الحكومة نتنياهو، الذي يشغل منصب وزير الخارجية أيضا، كان هناك تطرق إلى تحفظين من الاقتراح. التحفظ الأول هو أن موسكو تعارض القرار، وأن إسرائيل لديها مصلحة في الحفاظ على علاقات جيدة معها حول القضية السورية. التحفظ الثاني هو تقني – صدر القرار حول سوريا بشكل يزيد من صلاحيات الجمعية العامة أيضا لتتعدى إلى قرارات عملية بشأن مواضيع سياسية، وهذا قد يؤدي إلى خلق سابقة قد تُستخدم في المستقبَل ضدّ إسرائيل في القضية الفلسطينية. ولكن رغم التحفظات، فإن موقف وزارة الخارجية يؤيد أن تصوت إسرائيل لصالح التحقيق في جرائم الحرب في سوريا، وذلك لأن الحديث يدور عن قضية أخلاقية من الدرجة الأولى.
بعد أن قرر نتنياهو، رغم ذلك، إصدار تعليماته لعدم التصويت، يبدو أن ذلك جاء في أعقاب ممارسة ضغط من جهة موسكو، فقد تمت الموافقة على القرار بأغلبية كبيرة. ولكن بعد مرور يوم واحد فقط بعد أن تصرفت إسرائيل بما يتلاءم مع المصالح الروسية، تم التصويت حول القرار ضد الاستيطان، وصوتت روسيا لصالح القرار بخلاف مصالح إسرائيل.
“كان والدي ناجٍ من الهولوكوست، وهذا بلور مفهومه الأخلاقي. في سوريا، يعاني عشرات آلاف الأطفال من القصف، الجوع، ويقتلون مثلما شهد والدي في الهولوكوست. لو سمع أننا نصمت الآن، فلن يغفر لنا”.
هاجم يائير لبيد، رئيس حزب المعارضة “هناك مستقبل” بشدة تصرف نتنياهو، مدعيا أن الحديث يدور عن إلحاق ضرر بالمصالح الإسرائيلية، وارتكاب خطأ بحق تاريخ الشعب اليهودي. “تغيبنا عن التصويت تملقا لروسيا، وذلك قبل دقيقتَين من التصويت في مجلس الأمن”، كتب لبيد. “كان والدي، طيب الذكر، ناجٍ من الهولوكوست. لم تكن الكارثة مرحلة في سيرة حياته فحسب، بل كانت التجربة الأساسية التي مر بها. فهذه التجربة بلورت مفهومه الأخلاقي، والصهيونية المتحمسة التي لا تقبل التسوية أيضا”.
وتابع قائلا: “يُقتل الأطفال في سوريا. يعاني عشرات آلاف الأطفال جوعا، مثل والدي، يتعرضون للقصف، والموت كما تعرض والدي. ونحن لم نكلف أنفسنا عناء التصويت. حتى أن السوريين لم يطلبوا مننا المساعدة، فقد طلبوا التعبير عن موقف أخلاقي، ولم نقم بهذا أيضًا. اتهم والدي الناجي من الهولوكوست العالم لأنه صمت. لو سمع أننا صمتنا حول القضية السورية، فلن يغفر لنا.
تحدث نتنياهو كثيرا عن القضية السورية، في ظل اهتمام الجمهور الإسرائيلي بتقديم المساعدة الإنسانية للمواطنين في سوريا وكثرة المبادرات المدنية للتبرعات والمساعدات للسوريين. وقال مؤخرا إنه أصدر تعليماته للمسؤولين في وزارة الخارجية الإسرائيلية لفحص إمكانية نقل الجرحى من حلب إلى إسرائيل لتلقي العلاج الطبي في البلاد.