تشير الأنباء الواردة من واشنطن بعد زيارتَي الرئيس المصري والعاهل الأردني الناجحتين إلى شيء واحد: ترامب جدي جدا في التوصّل إلى اتّفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، قد يؤدي إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية.
يدور الحديث الآن عن عَقْد قمة إسرائيلية – فلسطينية – عربية – أمريكية، في الولايات المتحدة في شهر تموز/ يوليو القادم، أي بعد مرور نحو ثلاثة أشهر فقط. ستتضح تفاصيل أخرى بعد زيارة الرئيس الفلسطيني القريبة إلى واشنطن، ولكن هناك من بدأ برسم الصور التاريخية من حدائق البيت الأبيض (أو من المرجح أكثر في منتجع “مار إيه لاغو” Mar-A-Lago).
السؤال الهام – هل سينجح ترامب في القضايا التي فشل فيها الرؤساء السابقون؟ نحاول الإجابة عن السؤال من كل الجوانب المعنية:
العرب – حين نقول “العرب” في هذا السياق نقصد السعودية، مصر، الأردن، وبعض دول الخليج الأخرى. أي لا نتحدث عن الجامعة العربية، كما كانت عام 2002، عندما أطلقَت مبادرة السلام العربية. على أية حال، تشير التقديرات في واشنطن إلى أن العرب راضون جدا عن الرئيس ترامب حتى الآن، ويعتقدون أنه يعد تحسُّنا هاما مقارنة بأوباما، وهم مستعدون للعمل كثيرا من أجل إرضائه، بما في ذلك بشأن القضية الفلسطينية. على ما يبدو، سيوافق السيسي والملك عبد الله على الوصول للقاء يكون مصورا مع رئيس الحكومة الإسرائيلية. فضلا عن ذلك، هما يعربان عن استعدادهما لممارسة ضغط على أبو مازن لإبداء مرونة في مطالبه السابقة (مثل تجميد تام للمستوطنات كشرط أساسي للمفاوضات).
الفلسطينيون – ليس سرا أن “أبو مازن” موجد في موقع مختلف عن الموقع الذي كان فيه في المفاوضات السابقة مع إسرائيل – مع أولمرت وحتى مع نتنياهو، بوساطة جون كيري. فأبو مازن يحظى اليوم بدعم جماهيري قليل، يتعرض للملاحقة من قبل المعارضة في الداخل (حماس، ودحلان)، وخارجيا أيضا (بُذلت مؤخرا جهود للتقريب بينه وبين الرئيس المصري، السيسي). قد تشكل المفاوضات من أجل السلام فرصة له لاستعادة مكانته واحتلال مكانة هامة. هل سيكون أبو مازن الزعيم المسؤول عن إقامة الدولة الفلسطينية؟ هذه تنبؤات بعيدة المدى.
إسرائيل – يقف نتنياهو أمام خيار ليس سهلا: فمن جهة يطمح إلى التوصل إلى علاقات جيدة مع ترامب، بعد مرور 8 سنوات من العلاقات الفاترة بينه وبين أوباما، ومن جهة أخرى فإن الائتلاف في حكومته يميني، وعلى ما يبدو قد ينهار في حال وافق على تجميد تام للبناء في المستوطنات أو على تنازلات للفلسطينيين. فقد أعرب نتنياهو عن موافقته للمشاركة في مؤتمر وعلى ما يبدو سيوافق على تجميد البناء الفعلي في المستوطنات (رغم أن قرار الحكومة يشير إلى غير ذلك). ولكن تشير مصادر في حكومة إسرائيل إلى أنه في حال وقف البناء في المستوطنات من المحتمل “حدوث حرب داخل الحكومة”.
للإجمال: هناك الكثير من الأسئلة التي ما زالت مفتوحة، ولكن قد تحدث مفاجآت من جهة ترامب.