وقد تم تخريب النصبين التذكاريين لمن سقط من الجنود الدروز في القرية الدرزية دالية الكرمل، شمال إسرائيل. وعُثر على كتابات “داعش” قام مجهولون برشّها خلال ليلة أمس على النصب التذكارية لتخليد ذكرى من سقطوا من الطائفة الدرزية، وفتحت شرطة حيفا تحقيقا في هذه الأحداث.
بالإضافة إلى ذلك، فقد اتصل أحد المواطنين أمس (السبت) في ساعات ما بعد الظهيرة للشرطة وأبلغ عن عدد من الأشخاص الذين يخرّبون نصبا تذكاريا لذكرى من سقط من جنود الجيش الإسرائيلي في الغور. وقد اعتقلت سيارات الدورية التي وصلت إلى المكان ستّة فلسطينيين، من سكان قرية مرج النعجة وبحوزتهم مفكات وسكاكين نفّذوا من خلالها وفقا للاشتباه تخريب 30 اسما ممّن سقط من الجنود. تم أخذ جميع المشتبه بهم بالإضافة إلى سيارتهم التي تمّ جرّها إلى التحقيق.
وأبلغ صباح اليوم (الأحد) سكان فلسطينيون من خربة أبو فلاح قرب رام الله أنّ مستوطنين قرعوا بابهم خلال المساء (بين السبت والأحد)، وعندما لم يردّوا سكبوا مادة مشتعلة وأشعلوا المنزل على ساكنيه. وقد رشّوا في المكان كتابات عبرية على الجدران واحترق المنزل. ليست هناك معلومات عن مصابين. وقد هُرع موظفو الإدارة المدنية إلى مكان الحادث. قال مصدر فلسطيني وصل إلى المكان إنّه لم يكن في المنزل وقت حدوث الحريق سوى أم وبناتها الثلاث. تم إنقاذهنّ من قبل الجيران من الباب الخلفي.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الطائفة الدرزية قد شهدت في الأسبوع الأخير حدثًا مأساويّا بعد قتل الجندي الدرزي في العملية الإرهابية في الكنيس مطلع الأسبوع الماضي. ويمكننا في الأيام الأخيرة أن نلاحظ تماهي الكثير من اليهود مع الطائفة الدرزية، والتي يخدم أبناؤها كما هو معروف في الجيش الإسرائيلي، في حين أنّ التوتّرات مع المسلمين قد وصلت إلى مستويات غير مسبوقة.
وقد وصل التوتر بين هاتين الأقليّتين إلى ذروته في شجار جماعي وقع بين الطائفتين في قرية أبو سنان على خلفية استمرار التوتر الأمني بين إسرائيل والفلسطينيين.
لقد كان التوتر بين الطائفتين قائما طوال التاريخ، ولكن مزيج ما حدث من أحداث في الأسابيع الماضية وأشعل كلا الطائفتين، هو الذي أجّج النيران وقاد إلى شجار جماعي والذي كاد أن يودي بحياة أحد الأشخاص. إنّ البنية التحتيّة للتوترات هي الرواسب التاريخية. فقد اضطهد الإسلام الدروز في الماضي البعيد، وتنبع سرّية الدين الدرزي من كون أفراده أقلية مضطهدة. وهذا أيضا هو أحد أسباب تماهي الدروز مع اليهود: تضامن الأديان والشعوب المضطهدة.
والتوتر بين الدروز والعرب قائم بطبيعة الحال على خلفية العلاقة مع اليهود. لقد انضمّ الدروز بواسطة الخدمة العسكرية إلى العائلة الإسرائيلية الموسعة وأصبحوا إخوة الدم. ولهذا السبب ينظر الكثير من العرب إلى الدروز باعتبارهم خائنين لعائلتهم الموسعة، عائلة العرب.