يتحدّث محلّلون في إسرائيل عن وجود تخوّفات كبيرة في قيادة الحكومة الإسرائيلية بشأن المحادثات النووية في فيينا بين إيران وبين القوى العظمى. رغم التقارير حول وصول المحادثات إلى طريق مسدود والجهود غير الاعتيادية التي بذلها كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية من أجل طمأنة الإسرائيليين وضمان أمنهم، فإنّ إسرائيل تعتقد أنّه في نهاية المطاف سيمكّن الاتفاق الذي سيتمّ التوصّل إليه الإيرانيين من تجديد السباق النووي في غضون سنوات قليلة.
ويحذّر محلّل الصحيفة الإسرائيلية “يديعوت أحرونوت”، ألكس فيشمان، من أنّ الإيرانيين لا يخشون من موقف الولايات المتحدة في كلّ ما يتعلّق بتطوير صواريخ باليستية، يمكنها أن تهبط في قلب تل أبيب. حسب تعبيره، فإنّ إيران تعلم أنّه لا يوجد قانون دولي يمكّن أمريكا من تقييد برنامج إيران لتطوير الصواريخ الباليستية أو فرض إشراف دولي على مثل هذا البرنامج.
ومع ذلك، بسب أقوال فيشمان فإنّ قضيّة الصواريخ الباليستية ليست تلك التي سيقوم أو يسقط حولها الحوار بين إيران والغرب. الموضوع الرئيسي على جدول أعمال الإيرانيين هو بالطبع تخصيب اليورانيوم. حسب تعبيره: “إذا تمّ حلّ هذا الموضوع بشكل مرضٍ، فإنّه سيم إيجاد حلول لجميع القضايا أيضًا”.
ويبدو في هذه القضية أن الفجوات بين الأطراف لا تزال كبيرة، ولكن من المشكوك به إذا ما كانت فجوة لا يمكن تجاوزها. يتركّز الخلاف الرئيسي الآن على مسألة مدى الزمن المطلوب للإشراف الدولي على المشروع النووي. موقف الولايات المتحدة الأولي هو أنّ الإشراف الدولي سيُفرض على إيران على مدى 20 عامًا، ولكن من الواضح لجميع الأطراف أنّ الاتفاق النهائي، إذا تمّ تحقيقه، سيتضمّن إشرافًا لمدّة أقصر بكثير، أي من تسعة إلى عشرة سنوات فقط.
يطمح الإيرانيون إلى الحدّ تدريجيّا من مستوى الانتقادات الدولية لمنشآتهم النووية، بحيث أنّه خلال عام أو عامين ستتم إزالة الإشراف من مفاعل آراك، وخلال عدّة سنوات أخرى من جميع المنشآت. وهكذا يحقّق جميع الأطراف مبتغاهم، لأنّ الأمريكيين والدول الغربية سيتباهون بإنجاز مؤقت يكبح جماح الإيرانيين نحو القنبلة، ولكن، يعرف الإيرانيون أنّ القدرة على الاستمرار في تطوير قنبلة نووية بعد مرور سنوات قليلة محفوظة في أيديهم.