قالت الخبيرة الإسرائيلية في شؤون الشرق الأوسطـ، شيمريت مئير، في مقالة تحليل نشرت في صحيفة “يديعوت أحرونوت” هذا الأسبوع، إن قضية خاشقجي تأبى أن تهدأ بسبب الماكنة الإعلامية القطرية والتركية التي تكتب عن القضية من دون انقطاع، وتأثر في الإعلام الأجنبي الذي أصبح كذلك يتابع القضية بصورة مكثفة ومتواصلة كأنها مسلسل درامي.
وكتبت شيمريت أن ولي العهد محمد بن سلمان يحاول في الراهن إعادة الأمور إلى مجراها ويبث للعالم أن القضية مجرد أزمة وليست قضية كونية، بدءا من مصافحة ابن سلمان لنجل خاشقجي وتعزيته، مرورا بمشاركته في المؤتمر الاقتصادي في الرياض وظهوره منفرجا هناك.
“يبدو أن ولي العهد سيتجاوز الأزمة ويحافظ على منصبه لكنه لن يكون نفس الشخص قبل الأزمة، والسعودية لن تكون نفس السعودية” كتبت شيمريت وأوضحت: “واحدة من نتائج الأزمة هي تراجع المكانة الدولية للمملكة وسمعتها، فإذا كانت دول الغرب تبرر علاقاتها مع المملكة بالإشارة إلى المساهمة السعودية الكبرى في استقرار المنطقة، فهذا أصبح ادعاء ضعيفا”.
وأضافت شيمريت أن “الخطوات الضخمة التي استثمرها ولي العهد لتحسين صورة السعودية في العالم تهاوت، فالعالم لا ينظر إليها على أنها مركز للإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي بعد الأزمة”.
وأشارت المحللة الإسرائيلية إلى أن أحد المتضررين الكبار في الولايات المتحدة من القضية هو جارد كوشنر، صهر ترامب، الذي عوّل كثيرا على ابن سلمان، و”استثمر جهودا كبيرة في بناء وتطوير العلاقات بين إسرائيل والسعودية، لتكون أساس “صفقة القرن””. وقللت شيمريت من احتمالات وقوف ابن سلمان بعد أزمة خاشقجي خلف الصفقة، كاتبة أن “ماكنة الدعاية القطرية ستنقض على الفرصة لتصوره القائد الذي باع فلسطين”.
وعن الموقف الإسرائيلي، قالت المحللة الإسرائيلية إن ابن سلمان توعد بأنه لن ينسى من وقف إلى جانب المملكة أثناء الأزمة ومن تخلى عنها، وعلى الأغلب إسرائيل ستكون في الشق الجيد من هذه المعادلة. وأضافت أنها تعتقد أن إسرائيل يجب أن تحافظ على السرية بشأن العلاقات مع السعودية وتبقيها علاقات عملية في الحاضر.
“لا أعتقد أن هناك دولة أخرى في العالم تسعى لتسويق علاقاتها مع النظام السعودي (بعد أزمة خاشقجي). يجب على إسرائيل أن لا تكون استثناء في هذا المشهد”، ختمت شيمريت مقالتها.