وفق نتائج الاستطلاع التي نُشرت تفاصيله للمرة الأولى، في صحيفة “هآرتس”، فإن غالبية الجنديات اللاتي أبلغن أنهن تعرضن لتحرش جنسي حدث ذلك أكثر من مرة. قالت %6 من الجنديات إنهن تعرضن لتحرش جنسي مرتين أو ثلاث مرات أثناء الخدمة العكسرية، وقالت %3 من الجنديات إنهن تعرضن لتحرش جنسي أربع مرات وأكثر.
وفق ما يتبين من الاستطلاع، فإن نسبة الإبلاغ عن التحرشات والمضايقات الجنسية في الجيش الإسرائيلي أعلى بكثير: %60 من المستطلعة آراؤهن أشرن إلى أن هناك “جو من التحرشات الجنسية” في الوحدة التي يخدمن فيها. فقد وصفن بيئة يسمح الضباط أو الجنود لأنفسهم بأن يروا نكات وقصصا جنسية، وأن يبدو ملاحظات جنسية ضارة أو أن ينشروا صورا ذات طابع إباحي. رغم أن هذا المعطى يعكس انخفاضا مقارنة بعام 2014 (صرح %65 من المشاركات في الاستطلاع في ذلك العام أن الجو في الجيش ذا طابع جنسي)، ولكنه لم يعكس ظاهرة سائدة في وحدات الجيش.
وأجرت الاستطلاع وحدة الاستشارة التابعة لرئيس هيئة الأركان لشؤون الجندر، عبر استطلاعات مجهولة الهوية شاركت فيها عينة تمثيلية من الجنديات والضابطات المبتدئات. شارك الآلاف من المستطلعة آراؤهن من الجنديات والمقاتلات، الجنديات في وحدات الجبهة، وضابطات برتبة نائب.
وفي البداية، سُئلت الجنديات حول سلسلة من الأحداث التي تعد تحرشا جنسيا: هل توجه إليهن ضابط أو جندي أو صفّرَ لهن بشكل جنسيّ، هل اقترح عليهن امتيازات أو معاملة خاصة مقابل ممارسة علاقات جنسية، هل أبدى ملاحظة بشكل متكرر حول جسمهن، مظهرهن، أو نشاطهن الجنسي، هل حاول الاتصال بهن أو تقبيلهن خلافا لرغبتهن. بعد ذلك فقط، سُئلت المشاركات بشكل مباشر إذا تعرضن لتحرش جنسي أثناء خدمتهن في الجيش وكم مرة حدث ذلك. كذلك، طُلِب من المشاركات أن يخبرن مَن تحرش بهن – هل حدث ذلك من قبل الضباط، الجنود في الوحدة التي يخدمن فيها أو في وحدات أخرى، من قبل جنود في الاحتياط أو آخرين، وأي نوع من التحرش الجنسي تعرضن له.
وأبلغت 57% من المشاركات في الاستطلاع أنهن تعرضن لإيحاءات جنسيّة ضارة، وقالت 35% من المشاركات إن الرجال لمسوا جسدهن، واستخدموا لغة الجسد أو حركات ذات طابع جنسيّ، غمزنهن، وقالت 12% إن هناك من كشف عن جسمه أمامهن مثيرا ارتباكهن، وقالت 5% إنه اقتُرِح عليهن ممارسة الجنس مقابل الحصول على مكافآت. بالإضافة إلى ذلك، شهدت %3 من الجنديات أنهن تعرضن لتهديد أو لتعامل ضار لأنهن رفضن إقامة علاقات جنسيّة و %1 من الجنديات أعربن عن أنه جرت محاولات للتحرش بهن جنسيّا أو أنهن تعرضن لهجوم.
وأجري البحث بعد حدوث عدد من التحرشات انتهت باتهام ضباط كبار بممارسة انتهاكات جنسيّة وحظيت باهتمام في وسائل الإعلام.
وأعرب الجيش الإسرائيلي أنه طرأت زيادة في الوعي لدى الجنديات والضابطات حول الموضوع، إلا أنه يتضح أن الجنديات يثقن أقل في الجهاز لإنفاذ القانون ضد التحرشات الجنسية في الجيش.
وقال الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي: “تتطرق المعطيات إلى عام 2016. تضمن الاستطلاع أسئلة حول التحرشات الجنسية في الجيش الإسرائيلي وإلى الوعي حول أهمية إبلاغ الضحايا عنها للمسؤولين ومعالجتها. يمكن أن نلاحظ من هذه المعطيات أنه طرأت زيادة على الوعي لدى الجنديات والضابطات. رغم هذا، لا تشير نتائج الاستطلاع إلى زيادة في عدد الجنديات والضابطات اللاتي أبلغن عن تعرضهن لتحرش أو ضرر جنسي”.