سيحتفي العالم هذه الليلة (الخميس) بانتهاء عام 2015 وبداية عام 2016 من خلال إقامة احتفالات ضخمة تعم أرجاء العالم. ولكن ستُقام الاحتفالات هذا العام في ظل قلق كبير خشية وقوع أعمال إرهابية، على إثر معلومات استخباراتية وتهديدات فعلية لتنظيم “داعش”، الذي ينوي المس برمز مسيحي عالمي مثل السنة الجديدة.
وأدت التحذيرات حول إمكانية وقوع عمليات إرهابية إلى قلق في كافة أرجاء أوروبا، وسيبقى الكثير من المواطنين، الذين اعتادوا على أن يحتفوا بليلة السنة الجديدة في المطاعم، الحفلات، الرقص والشمبانيا، هذه الليلة، في بيوتهم خوفًا من وقوع عمليات إرهابية كبيرة بينما لا تزال العملية المُتشعبة، التي وقعت في باريس في الشهر الماضي، راسخة في ذاكرتهم.
وطلبت السلطات الفرنسية، فعلا، من المُحتفلين أن يحتفلوا بشكل مصغّر، وأن يمتنعوا عن التجمعات الكبيرة التي قد تكون هدفًا لعملية إرهابية. كذلك سيتجوّل هذه الليلة في المدينة 11 جنديا ورجل شرطة للحفاظ على أمن الاحتفالات، وسيكون بعض الاحتفالات التقليدية، مثل احتفال الأنوار عند بوابة النصر؛ في قلب المدينة، مُقتضبًا.
ولكن باريس ليست الوحيدة. فتسود حالة من التوتر في مدن أوروبية كثيرة أخرى. ففي بلجيكا، قرر رئيس الحكومة إلغاء كل الاحتفالات العامة الخاصة برأس السنة؛ في العاصمة، بروكسل، بما في ذلك عرض الألعاب النارية التقليدي الذي يُقام كل عام في الميدان المركزي في المدينة بحضور أكثر من 100 ألف مشارك. لقد تم قبل يومين إلقاء القبض على ناشطَين مُتهمَين بالانتساب إلى تنظيم داعش، ووُجدت لديهما مواد تُشير إلى نيتهم للقيام بعمل إرهابي في “مواقع رمزية” في أرجاء بروكسل، الأمر الذي جعل رئيس الحكومة يتخذ ذلك القرار.
وقد أعلنت لندن، برلين، وعواصم أوروبية أُخرى عن زيادة الإجراءات الأمنية في مواقع الاحتفالات، وسيتم نشر رجال شرطة مُسلحين في أرجاء تلك المُدن. وسيشهد ميدان “تايمز سكوير”، مركز الاحتفالات الشهير، في وسط نيويورك، تعزيزات أمنية. يبدو أن من اختار هذا العام الخروج للاحتفال لن يتسنى له أن ينسى التهديدات الإرهابية في ظل هذا العدد من أفراد الشرطة حوله.