أحيانًا، تربك السياسة الإسرائيلية الناظر إليها من الجانب. كل من هو على معرفة بنفتالي بينيت، الذي يترأس حزب “البيت اليهودي”، يعلم أنه يجري الحديث عن شخصية يمينية معلنة، الذي يُسمع على فترات متقاربة مواقف تغضب خصومه الفلسطينيين. مؤخرًا قال بينيت إنه لو التقى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لكان سيطلب منه “تحضير القهوة”.
لكن، بالنسبة لمواطني إسرائيل من العرب، يحاول بينيت إبراز جهوده للدفع قدمًا بالمجتمع العربي في إسرائيل – وزيادة على ذلك، تطوير الاقتصاد في الوسط العربي في إسرائيل. لقد أعلن بينيت اليوم أن مكتبه سيقدم مساعدة خاصة للمبادرين في الوسط العربي، من أجل استخلاص أكبر قدر من الثروة البشرية الكامنة في هذا الوسط. زيادة على ذلك، فقد دعا بينيت شركات التقنية العالية في إسرائيل إلى تشغيل عاملين عرب وانتقد أصحاب الأعمال الذين يفضّلون التنازل عن العمال الممتازين بسبب دوافع عنصرية كونهم عربًا فحسب.
في مؤتمر عُقد في مدينة الناصرة تحت عنوان “صاعدون على قطار الحداثة”، أشار بينيت إلى أنه على علم أن الوضع صعب أكثر بالنسبة لعرب إسرائيل خلال دراستهم الأكاديمية، ويصعب أكثر قبولهم للعمل. لقد وضح أن وزارة الاقتصاد الإسرائيلية برئاسته، تحاول حل المشكلة.
سيمنح البرنامج الذي يطوره بينيت تمويلا بنسبة 85% للمشاريع في الوسط العربي، الدرزي والشركسي، التي تعرض “حداثة تكنولوجية”. أيمن سيف، المدير العام لسلطة التنمية الاقتصادية في الوسط العربي، الدرزي والشركسي، في مكتب رئيس الحكومة، الذي يُعتبر أحد المبادرين إلى المشروع، قال إنه بفضل الدعم وزيادة تمكين الوصول، ستزيد نسبة المبادرين العرب الحاصلين على الدعم بشكل فعلي.
يدعم منظور بينيت الاقتصادي تطوير الأعمال الصغيرة، بالتشديد على الأعمال التي تطوّر تقنيّات جديدة. كتب بينيت على صفحة الفيس بوك الخاصة به هذا الأسبوع: “إني أؤمن أن عهد الشركات الضخمة المتنوعة، التي تنضم/ين إليها في سن الـ 22، تعمل/ين فيها على مدى الحياة، ومن ثم تحال/ين إلى التقاعد – قد ولى تقريبًا. يجب علينا الآن أن نُنشأ أماكن العمل الخاصة بنا، المشاريع، وأن نبادر”. تبادر وزارة الاقتصاد الإسرائيلية في هذه الأثناء سلسلة من البرامج لتشجيع هذه الأعمال لصالح الاقتصاد الإسرائيلي. حسب منظور بينيت، إن لدمج عرب إسرائيل في هذا المجال أهمية حاسمة بالنسبة لمستقبل إسرائيل الاقتصادي.