بينما العالم العربي منهمك بثوراته المشتعلة، وأخباره العاجلة، من معارك القلمون إلى الهدنة في اليمن، شهدت نشاطات ذكرى النكبة ال67 في الأراضي الفلسطينية تراخيا ملحوظا للجمهور، ففي رام لله كان حضور النجم الفلسطيني، محمد عساف، يوم أمس، السبب المركزي لبقاء الجمهور في ميدان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، حيث تم إقامة الحفل المركزي لإحياء النكبة.
ومع أن ذكرى النكبة تصادف اليوم الجمعة، بدأ الفلسطينيون مسيراتهم الشعبية لإحياء الحدث التاريخي منذ يومين، ورفع خلالها المتظاهرون العلم الفلسطيني ومفاتيح منازلهم في القرى المهجرة، في إشارة إلى التمسك بحق العودة رغم استحالة الأمر. واللافت أن هذه المسيرات لم تستقطب حشودا كبيرة.
ورغم التحولات التي طرأت على القضية الفلسطينية منذ 1948، ولا سيما توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في عام 1993، والانقسام الفلسطيني في الضفة وغزة، يواصل المسؤولون الفلسطينيون وعودهم للجماهير الفلسطينية غير المكترثة بهم ربما، بأن حق العودة لن يضيع.
أما حركة حماس فلا تتحدث فقط عن حق العودة، إنما تواصل التمسك بخطاب تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، حيث قال الناطق باسم كتائب القسام التابعة لحماس، أبو عبيدة، إن الفلسطينيين وبعد 67 عاما من نكبة فلسطين “باتوا إلى العودة والتحرير أقرب”. ويسأل سائل: على أي واقع يرتكز المتحدث؟ وهل سبب تراخي الجماهير يعود إلى هذه الوعود غير الواقعية؟