“لم يكن هناك خيار آخر، كانت هذه المسألة ذات أهمية وطنية، مثل الحرب – إيقافه بأي ثمن” – هذا ما يدعيه حغاي عمير، شقيق يغآل عمير الذي اغتال رئيس حكومة إسرائيل، إسحاق رابين. وكان حغاي عمير ذاته قد قضى محكومية بالسجن لمدة 16 سنة بعد أن أدين بالتآمر لاغتيال رابين، وأما شقيقه فهو يقضي حكمًا بالسجن المؤبد بسبب اغتيال رئيس الحكومة. وجاءت أقواله في معرض مقابلة أجراها مع الصحيفة الأسترالية “سدني مورنينغ هرالد”.
بعد شهر من مصادقة الكنيست على اتّفاق أوسلو “ب”، الذي شمل تحويل السيطرة على المدن الفلسطينية في الضفة الغربية و غزة إلى أيدي السلطة الفلسطينية، قام يغآل عمير باغتيال رئيس الحكومة رابين. ناهيك عن أن حغاي عمير غير نادم على أعماله وأعمال أخيه، فهو يدعي الآن أنه كان عليهما استباق الأحداث واغتيال رابين قبل سنتين من ذلك الوقت. “لقد منحنا رابين وقتًا للاعتراف بأنه قد أخطأ”، يقول عمير ويضيف “حين وقع على اتّفاق أوسلو “ب”، في شهر تشرين الأول من العام 1995، كان من الواضح أنه لا يعتقد أن هذا خطأ”.
وكما هو معلوم، أطلق يغآل عمير النار على رابين بعد انتهاء احتشاد جماهيري لدعم عملية السلام. يقوم الآن أخيه باسترجاع أفكاره من تلك الأمسية: “كنت عصبيًا جدًا. كان من المهم لديّ أن أعرف أنه حي وأنه قد نجح في مهمته. حين رأيته حي في التلفزيون، ارتحت”. اليوم أيضا، وبعد 18 سنة من الاغتيال، ما زالت نوايا الأخوين عمير الأيديولوجية واضحة: “حين تتشبث بإيمانك وبمبادئك، فهذا يمنحك شعورًا بقوة لا يمكن وصفها”، قال حغاي للصحيفة الأسترالية.
هل هناك احتمال بأن يخرج يغآل عمير إلى الحرية؟ في العام 2001 أقرت الكنيست أن لجنة التسريحات التابعة لمصلحة السجون في إسرائيل لن توصي بخفض عقوبة من حكم عليه بالسجن المؤبد جراء إدانته بقتل رئيس الحكومة بسبب دافع سياسي- أيديولوجي، ولن توصي بمنح عفو لمثل هذا السجين. ولكن توقعات حغاي عمير السياسية وآماله الشخصية لا تتماشى مع هذا القرار. حين سُئل عن الإمكانية بأن ينال أخوه عفوًا وأن تُشطب عقوبته، أجاب: “لا أعتقد أن هذا سيحدث في هذه المرحلة، ولكني أومن بأن الدولة سوف تنهار مثل مصر أو سوريا، وعندها يمكن لذلك أن يحدث”.