بعد أن انتهى من الحملة الانتخابية “الصعبة”، وفي ظل الاهتمام الكبير الذي يحظى به ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في الولايات المتحدة الأمريكية، أدرك الرئيس المصري أنه آن الأوان لأن يتدخل أكثر في شؤون إقليمية وأن يصبح لاعبا مركزيا ثانية.
جدول المواعيد مليء ويجب العمل سريعا: بدأت في غزة، قبل نحو أسبوع، حملة نضالية تدعى “مسيرة العودة الكبرى” برئاسة حماس على الحُدود مع إسرائيل. يوم الجمعة الماضي، أسفرت هذه المسيرة عن مقتل 18 فلسطينيا، وقد تتفاقم الأوضاع هذه الجمعة أكثر فأكثر. من المتوقع أن تنقل الإدارة الأمريكية سفارتها إلى القدس، وأن يعرض ترامب خطة سلام أيضا. مؤخرا، أصبح أبو مازن أكثر تطرفا، وهو ينوي إيقاف المساعدات لغزة، ما قد يؤدي إلى أزمة إنسانية قابلة للانفجار في كل لحظة. يجدر التذكر أن أي تدهور للأوضاع في غزة قد يشكل خطرا على إسرائيل ومصر على حد سواء.
بسبب هذا الوضع، بدأ السيسي ببذل جهود جمة لتهدئة الأوضاع في المرحلة الأولى، ولاحقا سيحاول التوصل إلى إنجاز يجعله لاعبا إيجابيا في نظر ترامب.
في هذه الأيام، يتنقل رئيس الاستخبارات المصري، عباس كامل، بين مصر وإسرائيل، ويجري لقاءات مع رؤساء حماس، أبو مازن، ورئيس جهاز الأمن العامّ الإسرائيلي، نداف أرغمان.
أوضح الإسرائيليون لكمال أنهم معنيون بسماع أي اقتراح لتحسين الوضع الإنساني في غزة من جهة، ومن جهة أخرى سيبذلون كل الجهود للعمل ضد حماس التي حثت الشبان على إشعال آلاف إطارات السيارات على الحُدود، ما قد يؤدي إلى تلوث هواء خطير، يشكل خطرا صحيا على الإسرائيليين (والفلسطينيين أيضا).
أعربت مصادر أخرى أن المحادثات مع الرئيس الفلسطيني هي الأكثر إثارة للتحدي، لأنه لا يثق بحماس، إسرائيل، وأمريكا. يطالب عباس بأن تسيطر السلطة الفلسطينية على غزة كشرط لمتابعة دعمها. ويعتقد المصريون أنه يمكن إقناع حماس بهذا الشرط، ويجوز التوصل إلى حل يتعلق بالأسلحة في وقت لاحق (أو الموافقة على عدم الاتفاق). فيما يتعلق بترامب، أوضح كمال لأبو مازن أن هذا هو الوقت لإبداء التحفظات أمام الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بخطة السلام، بدلا من مقاطعة ترامب بشكل طفولي، وكأن الحديث يجري عن لعبة بين متساويين.
فيما يتعلق بحماس، قال أمس الرئيس الإيراني، روحاني، في مؤتمر شاركت فيه تركيا وروسيا، إن بلاده تدعم حماس. إذا، تحاول حماس الحفاظ على علاقات جيدة مع الجميع، ولكن أصبح تحالفها مع الإيرانيين واضحا الآن أكثر من الماضي.
بالمقابل، إسرائيل معنية بدعم الجهود المصرية، ولكن هذا مرهون بالأوضاع في أرض الواقع.