أجرى الناطق بلسان وزارة الخارجية المصري يوم أمس (السبت) مؤتمرا صحفيًا بلغ فيه أن سفير تركيا، حسين بستالي، هو شخصية ليس مرغوبًا بها في مصر، وأنه سيتم طرده إلى بلاده فورًا. السفير المصري في تركيا، الذي أعيد إلى مصر منذ ثلاثة أشهر بهدف “الاستشارة”، حصل على تعيين جديد في وزارة الخارجية، وحتى هذا الوقت لم يتم تعيين أي سفير بديل له.
إن الرسالة للأتراك واضحة – لقد قرر الجنرال عبد الفتاح السيسي أنه لن يتحمل أكثر تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. لقد صرح أردوغان يوم الجمعة بأقوال أخرى شديدة اللهجة ضد الحكومة الحالية قائلا: “إني أحترم مرسي جدًا على ظهوره المحترم في المحكمة (دون لباس الأسير)، وأكن له تقديرًا كبيرًا… لا احترم أبدًا من قام بخطف الرئيس الشرعي لإجراء محكمة مزيّفة ضده”. لقد واصل أردوغان إصراره على أن الإسرائيليين هم من وقفوا وراء إسقاط مرسي.
وكما ذُكر آنفًا، لقد قرر المصريون أن أردوغان قد تجاوز الحد ولم يصمتوا في الرد على أقواله الكريهة. تراجعت العلاقات التي كانت قائمة بين الدولتين، والتي ازدهرت وتقدمت أثناء فترة الإخوان المسلمين. لم تقطع القاهرة في الحقيقة العلاقات مع أنقرة، لكنها “خفضت مستوى التعامل معها”.
“يبدو أن الانفصال المصري-التركي الآن شبيهًا بالتراجع في العلاقات مع إسرائيل”، كتبت هذا الصباح سمدار بيري في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، موضحة: “في كلتي الحالتين، تمت إقالة السفراء وتم خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي، ويحاول أردوغان تعزيز العلاقات مع التيارات المتطرفة في غزة ويبحث عن قنوات ليعمل بواسطتها مثل تقديم إمدادات السلاح، التموين والتعاطف لقيادة حماس… أما بالنسبة للنظام الجديد في مصر فالوضع أكثر سوءا: يستغل أردوغان المكبرات الصوتية للتحريض ضدهم”.
لقد اتهم الناطق بلسان وزارة الخارجية المصرية الأتراك بـ”المحاولات دون توقف للتدخل في القضايا الداخلية الخاصة بنا وهز الثبات”. لقد أراد الرئيس التركي عبدالله جول الرد على الكلام، لكنه بدا وكأنه يكافح حين قال إنه يتم التحدث عن “أزمة عابرة”. لقد قال غول إن “تركيا ومصر شبيهتان بحبتي بازيلاء داخل إناء يغلي”، حيث يشير إلى أن التوتر المرتفع في الشرق الأوسط كله يمس بالعلاقات بين الدولتين بشكل مؤقت فقط. لكن وفق المحللين في إسرائيل، طالما يستمر أردوغان ووزير خارجيته داوود أوغلو بفرض السياسة، ليس من المحتمل أننا سنرى قريبا تقاربا حميما بينهما وبين الجنرال سيسي.