لم يعد الأطفال اللاجئون السوريون أطفالا عاديين منذ زمن. لقد خسروا بسرعة سذاجتهم ودفنوا طفولتهم الجميلة والمتألقة، التي انتُهِكت تماما بسبب الحرب المثيرة للاشمئزاز التي تدور روحاها في سوريا. وقد وصف المجتمع الدولي الحرب في سوريا بصفتها “حادثة إنسانية هي الأكبر في السنوات الـ 25 الماضية. فقد غيّرت العالم، الجنس البشري، وليس من المتوقع أن تختفي في الجيل القادم”.
في هذه الأيام، من المتوقع أن تخرج بعثة تربوية إلى مخيّم اللاجئين السوريين في اليونان، لإقامة مركز تعليمي للأطفال والشبان فيها. ستدير بعثة يهودية – عربية من خرّيجي حركتين شبابيتين وهما “هشومير هتسعير” و “أجيال” – منظمة عربية علمانية تعمل في إسرائيل لدفع القيادة الشابة لدى الشباب وقيم التسامح والتضامن في البلدات العربية قدما.
يوضح أعضاء البعثة في مشروع “تجنيد الجمهور” الخاص بهم في موقع “Headstart” أن سكان جزيرة لسبوس استضافوا أكثر من 6,000 لاجئ، أعمار معظمهم أقل من 18. وهم يعيشون في مخيمَين للاجئين، القادرَين معا على استيعاب حتى 3.500 لاجئ فقط. منذ شهر آذار 2016، أصبحت الجزيرة التي كانت في البداية ممر للاجئين، إثر المفاوضات التركية الأوروبية، المنطقة الأخيرة التي في وسع اللاجئين الوصول إليها في أوروبا.
ينوي رؤساء الحركات الشبابية الإسرائيليون إقامة مدرسة وإطار تربوي، تجنيد معلمين من بين اللاجئين، تأهيل مرشدين، وإقامة مجموعات قيادية في أحد مخيّمات اللاجئين. سيكون في وسع نحو 500 طفل التعلم نحو تسع ساعات أسبوعيا: الإنجليزية، الرياضيات، والمواضيع العامة.
يصرح منظمو البعثات في وسائل الإعلام الإسرائيلية أنهم تلقوا الكثير من توجهات الإسرائيليين، العرب واليهود على حدٍّ سواء، الذين يرغبون في التجنّد للمشروع. من المتوقع أن يجند المشروع في المرحلة الأولى نحو 50 ألف دولار وحتى الآن جُمِع مبلغ 43 ألف دولار وبقي 9 أيام حتى انتهاء حملة التبرعات.