يشير بحث كبير نُشِر في مجلة “لانست”، بعد أن فحص التغييرات التي طرأت على نسب الولادة في دول العالم بين الأعوام 2017-1950، إلى أنه طرأ انخفاض على نسب الولادة: لم يولد عدد كاف من الأطفال في نصف الدول، الضروري لتعزيز زيادة عدد السكان. بالمقابل، ما زالت إسرائيل الدولة المتطورة الوحيدة التي لم تشهد فيها نسب الولادة تراجعا، وما زالت هذه النسب الأعلى مقارنة بمعدل الولادة في دول الغرب.
يشكل الانخفاض الذي طرأ على نسب الولادة في العالم مصدر قلق لدى معظم الدول المتطورة، والدول الأخرى. تأثيرات اقتصادية هائلة – عدد أقل من العمال الذين يدفعون الضرائب، وبالمقابل، عدد أكبر من الأشخاص الذين تتعدى أعمارهم سن العمل، والذين يحتاجون إلى مخصصات حكومية. في عام 1950 كان معدل الولادة 4.7 لكل امرأة في العالم، ولكن في غضون 67 عاما انخفض هذا المعدل ووصل إلى 2.4 ولادة لكل امرأة، وهذه المعلومات صحيحة حتى 2017.
الدول التي تشهد نسب ولادة عالية هي أفريقيا، إذ إن معدل الولادة في النيجر هو 7.1 لكل امرأة وهو المعدل الأعلى في العالم. كما تحتل أفغانستان مكانة مرموقة في نسب الولادة المرتفعة. أما في الدول الأكثر تطورا وثراء فإن معدل الولادات أقل، ولكن طرأ انخفاض حاد على معدل الولادة في جنوب شرق أسيا، في الشرق الأوسط، وأمريكيا الجنوبية.
في الدول التي تشهد نسب وفاة عالية لدى الأطفال، مثل إفريقيا، يكون معدل الولادات فيها أعلى. ولكن كلما تقدم الطب تنخفض معدلات الولادة. هناك أسباب إيجابية وراء هذا الانخفاض: زيادة التعليم، حصول النساء على حقوقهن، وتعزيز القدرات الاقتصادية. يشير الدمج المؤلف من زيادة مستوى الحياة وانخفاض معدلات الولادة إلى أنه سيعيش في المستقبل عدد أكبر من الأفراد الذين أعمارهم 65 عاما وأكثر، وعدد أقل من الأطفال، هذا وفق ما قال معدو البحث.
بالمقابل، تسير الأمور في إسرائيل على نحو مختلف، إذ إن نسب الولادة أعلى بكثير من سائر دول العالم الغربي. “تحافظ معدلات ولادة نسبتها 2.1 طفل لكل امرأة على التوازن السكاني – لدينا طفل واحد أكثر من المعدل. ولكن هذه الزيادة الفائضة في الولادة تحدث لدى العائلات التي يعيش أطفالها وفق مستوى معيشة شبيه بمستوى المعيشة في العالم الثالث”، قال البروفيسور بن دافيد. حذر البروفيسور بن دافيد من “هروب الشباب النابغين” الإسرائيليين، لأنه يعتقد أنه يمكنهم الحصول على ظروف أفضل في الدول الغربية الأخرى مقارنة بإسرائيل. وأوضح أن “أكثر ما يؤثر في الولادة من وجهة نظره هو منح تعليم كاف لأكبر عدد من الأفراد بهدف تطوير مكانة الطبقة الوسطى، التي تطمح بأن يحصل أطفالها على المزيد”.