بات في السنوات الأخيرة الوعي لسرطان الثدي لدى النساء آخذا بالتزايد. يُوصي الكثير من وزارات الصحة حول العالم النساء بإجراء عمليات فحص بشكل مُنتظم، ويُوصى الكثير من النساء الذين يتم اكتشاف المرض لديهن باستئصال الثدي.
يتم، سنويا، تشخيص نحو 60 ألف امرأة في الولايات المُتحدة ممن أُصبن بسرطان الثدي غير الاجتياحي المُتمثل بوجود خلايا سرطانية في أنابيب الحليب في الثدي دون أن تنتشر إلى الأنسجة الدهنية في الثدي. غالبًا ما يُعتبر هذا النوع من السرطان، الذي يُسمى “سرطان المرحلة صفر”، نذيرًا لتكوّن ورم خبيث وقاتل.
فحص هذا البحث مُعطيات تم جمعها طوال 20 عامًا وطال أكثر من 100 ألف امرأة تم اكتشاف هذا النوع من السرطان لديهن. كانت النتائج مُفاجئة جدًا: نسبة الوفيات بين النساء الذين أُجريت لهن جراحات لاستئصال الورم – استئصال الثدي، علاج بالأشعة أو جراحة من نوع آخر – مشابهة لنسبة الوفيات في وسط النساء العام، حوالي 3.3%.
وكشف البحث أيضًا عن مُعطى مُلفت وهو أن نسبة تطور سرطان الثدي الخبيث والاجتياحي لدى كل النساء المُصابات لم يتراجع بعد العلاجات المُكثفة لسرطان الثدي غير الاجتياحي. لو أن علاج السرطان غير الاجتياحي كان يُقلل نسبة السرطان الاجتياحي فعلا كان من المفترض أن تقلل العلاجات نسبة ذلك.
طرح البحث سؤالاً هامًا: هل ذلك السرطان، غير الاجتياحي، هو بالفعل سرطان؟ أليس الأفضل الامتناع عن إجراء جراحات خطيرة ومؤلمة مثل استئصال الثدي، إن كان من الممكن أن ذلك لا يُقلل من احتمال الوفاة؟
ليس من المتوقع، على أي حال، أن تتراجع نسبة جراحات استئصال الثدي بسبب نتائج البحث. ما زال السرطان غير الاجتياحي دلالة على سرطان اجتياحي، ولا يُمكن الاستنتاج، بشكل لا يقبل النقض، أن تلك العلاجات زائدة ولا أهمية لها في علاج غالبية المريضات.
ولكن يُمكن الآن للنساء المُصابات بسرطان غير اجتياحي أن يُفكرن من جديد إن كانت هناك حاجة لعلاج مُتطرف لمرضهن.