“وصلتُ إلى عرين أسود الضفّة الغربيّة”، هكذا قدّمَ صحفيّ القناة الثانية الإسرائيليّة أوهاد حمو جولته في مُخيّم جنين، والتي أقامها من أجل توثيق الصراع المُسلّح عن كثب بين أفراد من مُخيّم اللاجئين، هذا من جهة، وبين أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينّية من جهة أخرى.
يُلقّب حمو مُخيّم اللاجئين ب”إقليم خارجيّ”، أيّ منطقة مُستقلّة بذاتها واقعة أيضًا داخلَ السلطة الفلسطينيّة. يُطلق ساكنو المُخيّم على أنفسهم أهلَ جنين، وهذا الجزء من هويّتهم أهمّ حتّى من كونهم فلسطينيّين. أوّلا وقبل كل شيء، أهل جنين – ومن ثم أفراد فتح، الجهاد أو حماس.
صادف حمو في مطلع جولته أولادًا يلعبون، كانوا يحملون معهم مُسدّسات للعب ليُمثّلوا دورَ “المُقاومة” ضدَّ أولاد آخرين يلعبون دورَ الجيش. لكنّه سُرعان ما اكتشفَ أنّه ثمّة أيضًا أشخاص في مُخيّم اللاجئين يحملون سلاحًا حقيقيّا.
عقدَ احتشادٌ في المنطقة، مساءَ زيارة حمو المُخيّم، مُظاهرة تضامُنيّة مع مواطني القدس من أجل المسجد الأقصى، والتي تمّ تنظيمها بالتعاون بين أفراد تابعين لفتح، حماس والجهاد في مُخيَّم اللاجئين. لقّب حمو المُسلّحين بـ “حُكّام المُخيّم الفعليّين، الذين يجولون فيه كالأشباح”.
צוות חדשות 2 נקלע לחילופי אש בין מנגנוני הביטחון של הרשות הפלסטינית לפעילי חמאס, הג’יהאד האסלאמי ופתחhttp://bit.ly/1YcJw5F
Posted by חדשות 2 on Wednesday, September 16, 2015
بدأت الأمور تؤول للأسوأ حين اقتحمت قوّات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينيّة المُخيَّمَ. وثّق حمو والمُصوّر الذي رافقه أطفالَ المُخيّم وهم يرمون بالحجارة والزجاجات الحارقة على مراكب الأمن التابعة للسلطة الفلسطينيّة، في حين كان يتّخذ المطلوبون مواقعَهم ويُطلقون النار. وقامت قوّات السلطة في دورها بالردّ باستعمال الغاز المُسيّل للدموع.
وجاء، تلوَ الحجارةَ والزجاجاتِ الحارقة، دورُ إطلاقِ الرصاص الحيّ والمُتفجّرات التي ألقاها المُسلّحون باتجاه قوّات السلطة. وحين هربَ الصحفيّ إلى زقاق مُجاور، اصطدمَ بمُسلّحين يركضون باتجاه قوّات السلطة، التي يُلقّبونها بـ “حُلفاء الاحتلال”.