يختار غالبية العرسان والعرائس سيارات مميّزة، فاخرة أو مليئة بالزينة، لكي تُقلهم في هذا اليوم المُميّز. لكن عروس وعريس من تل أبيب قررا أن ذلك تبذير للمال واستقلا الحافلة وصولاً إلى مكان زفافهما!
استقل الزوجان، روعي وعنات، الحافلة التي تربط مكان سكنهما في شمال تل أبيب بالمنطقة التي فيها قاعة الأفراح في المدينة وسافرا مع بقية المسافرين الذين تفاجأوا من ذلك المنظر الاستثنائي: عروس بفستان أبيض، كعب عالٍ، باقة ورود، ومعطف أبيض أنيق ليحميها من البرد، وعريس ببذلة أنيقة، يستقلان معًا الحافلة كأي شخص أراد الوصول إلى بيته في آخر يوم العمل. دفع الزوجان، لحسن حظ المسافرين الذين كانوا في الحافلة، سعر تذكرة الحافلة عن كل المسافرين وذلك بمناسبة هذا الحدث السعيد.
قال الزوجان الصغيران أن تلك كانت في البداية مُجرد نُكتة – عندما ذهبا لمعاينة إحدى قاعات الأفراح في جنوب المدينة، قال العريس لعروسه المُستقبلية أنهما إن قررا اختيار هذه القاعة فإنهما سيحضران إلى القاعة تمامًا كما جاءا في تلك الليلة – بالحافلة، وهي وافقت على “التماهي” مع تلك النكتة. رغم الجو العاصف الذي ساد البارحة، ظل الزوجان وفيان لقرارهما واستقلا المواصلات العامة.
إنما تلك لم تكن مجرد نكتة – كان في رحلة الحافلة تلك شيء يحمل رسالة احتجاج – على أنه لا توجد هناك مواصلات عامة يوم السبت لمن ليس مُتدينًا وعلى أن دولة إسرائيل لا تسمح بالزواج المدني بل فقط بالزواج الديني (هما كانا قد سافرا إلى قبرص ليتزوجا زواجًا مدنيًا). على أي حال، لا بد أنه ستبقى هذه ذكرى مميّزة لديهما وسيحظيان بصور استثنائية من يوم زفافهما…