منذ عامين أجريت حفريات أثرية سرية قرب عسقلان (أشكلون)، في المقبرة الفلستية هي الأولى من نوعها مم تم اكتشافه، وفي إطارها عُثر على 200 هيكل عظمي لفلستيين، عاشوا في الموقع بين القرن الحادي عشر والقرن الثامن قبل الميلاد.
لا تزال دراسة هذه الهياكل العظمية في بدايتها، ولكنها كشفت منذ الآن أمام الباحثين معلومات مهمة حول طرق الدفن الخاصة بالفلستيين، وبشكل أساسي- أنّ تقديرها حتى اليوم كان خاطئا.
حتى اليوم كان يفترض الباحثون أنّ الفلستيين قد دفنوا أمواتهم مثل الكنعانيين – دفنوا أمواتهم في كهوف، ومن ثم نقلوهم بعد سنة إلى قبر جديد. ولكن المقبرة التي كُشفت تُلزم التفكير مجددا.
المميّز الأكثر بروزا في الدفن الفلستي هو وعاءان، وعاء صغير وإبريق صغير مصنوعان من السيراميك وُضعا إلى جانب كل جثة. يعتقد الباحثون أيضا أن الأوعية كانت مليئة بسائل معيّن. يبدو أن هذه الأدوات المصنوعة من السيراميك تضمنت هدية للآلهة التي كانت جزءًا من طقوس الدفن الفلستية.
ثمة نتيجة أخرى توصل إليها الباحثون وهي أن معظم الفلستيين الذين وُجدوا، كانوا قد دُفنوا ورؤوسهم نحو البحر، وأرجلهم نحو الشرق. بالإضافة إلى ذلك، بخلاف معظم المدفونين، دُفن الأطفال ووجوههم نحو الأسفل باتجاه الأرض.
وهناك مميّزات أخرى وُجدت قرب بعض المدفونين، مثلا، دفن قوس وجعبة سهام إلى جانب شخص كان كما يبدو مقاتلا، بالإضافة إلى نساء دُفنّ وهن يضعن مجوهراتهنّ.
ولا يزال هناك الكثير من المعلومات التي يمكن استنتاجها من دراسة هذه الهياكل العظمية. وهناك تخطيط لإجراء سلسلة من الفحوص التي ستتضمن تسليط الضوء على تغذية الفلستيين، حالتهم الصحية، نمط حياتهم وحتى أصولهم، حيث يُعتقد اليوم أنهم جاؤوا كما يبدو إلى سواحل فلسطين (أرض إسرائيل) عن طريق بحر إيجة.
وأوضح أحد الباحثين المتأثرين أنّه يشعر أنّ “هذه هي العلاقة الأكثر شخصية للأشخاص الذين عاشوا هناك. إنها المرة الأولى التي كان يمكن فيها معرفة قصة الفلستيين من الفلستيين أنفسهم. إنه أمر يعيدهم إلى الحياة – عن طريق وفاتهم”.