مهرجان “جنوب أحمر” هو سمة مميزة للشتاء في جنوب دولة إسرائيل. ففي كل عام، في شهر شباط، يصل السياح الإسرائيليون إلى الحقول الخضراء التي تتغطى بسجاد أحمر رائع من زهور شقائق النعمان. وفقا للتقارير، ففي نهاية الأسبوع الماضي زار مئات آلاف السياح المواقع الطبيعية في إسرائيل، من بينهم نحو 120 ألف في الجنوب.
وقد أظهر استطلاع أجرته شركة حماية الطبيعة عام 2007 أنّ شقائق النعمان هي الزهور البرية الأكثر معروفة ومحبوبة لدى الإسرائيليين. فضلا عن ذلك، ففي استفتاء أجريَ عام 2013 في أوساط عشرات آلاف الإسرائيليين اختيرت شقائق النعمان باعتبارها الزهرة الوطنية الإسرائيلية.
تشكل زيارة آلاف السياح إلى المنطقة الجنوبية بركة اقتصادية هائلة لسكانها الذين يعملون في مجال السياحة، والذين تضرر دخلهم بسبب الحرب في غزة في صيف 2014. رغم آلاف الصواريخ التي أُطلِقت إلى المنطقة الجنوبية المجاورة لقطاع غزة فلم تحدث أضرار خطيرة في الممتلكات أو الأرواح، إلا أنها أبعدت السياح الذين خافوا زيارة تلك المنطقة.
خلال الحرب، ألقى رئيس الأركان الإسرائيلي حينذاك بيني غانتس خطابا يُعرف بـ “خطاب شقائق النعمان”، الذي أثار ضدّه انتقادات شديدة. في بداية آب 2014، لدى وقف إطلاق النار المؤقت ضدّ حماس تحدث غانتس إلى سكان الجنوب قائلا: “يسود هنا صيف حارّ، ومن ثم سيحل الشتاء، وسيزيل المطر غبار الدبابات. وعندها ستخضرّ الحقول، وسيكون هنا “جنوب أحمر” مغطى بشقائق النعمان، وكذلك بالأزهار وسيسود الاستقرار هنا في الجنوب، وستظل جميعها هنا على مدى الكثير من السنوات القادمة”. وبالمقابل، فبعد انهيار وقف إطلاق النار كان في إسرائيل من سخر من كلام غانتس المتفائل الذي قيل قبل أوانه.
ولكن هناك أيضًا جانب سلبي لنمو الأزهار والسياحة: ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنّ الكثير من السياح قد سحقوا شقائق النعمان بأقدامهم وسياراتهم، بل وتركوا في تللك المواقع كميات هائلة من القمامة. قالت إحدى منظّمات مهرجان “جنوب أحمر” لموقع ynet الإسرائيلي: “طوال فترة نمو شقائق النعمان نحن نكافح حقّا ظاهرة تناثر القمامة وسحق الأزهار، وهذا كفاح لا ينتهي”.