نقل الجيش الإسرائيلي إلى سوريا تحت شعار “حسن الجوار”، في السنة الماضية، أكثر من 360 طنا من الأطعمة، 450 ألف لتر من الوقود، و 50 طنا من الملابس، كجزء من المُساعَدة الإنسانية للمُواطنين الذين يعانون من الحرب منذ أكثر من 6 سنوات. هذه هي المرة الأولى التي ينشر فيها الجيش الإسرائيلي حجم المساعدات الإنسانية التي نقلها إلى مواطني الدولة الجارة الواقعة شمال إسرائيل.
ويترأس المديرية التي تعمل على تقديم المساعدات إلى سوريا لواء، ويعمل تحت إمرته ضباط يهتمون بتقديم العلاج الطبي، ونقل المعدّات إلى سوريا، والتواصل مع شخصيات سورية محلية.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه حتى إقامة المديرية في شهر آب 2016، كانت المساعدات التي قدمها للسوريين غير ثابتة. ولكن في ظل الحرب المستمرة إضافة إلى الخوف من تغيير الوضع في المنطقة الحدودية وسيطرة المليشيات على المنطقة، قرر زيادة حجم المساعدات الإنسانية للسوريين بشكل ملحوظ.
فقد نقل حتى إقامة المديرية وطيلة ثلاث سنوات 15 طنا من الأطعمة للأطفال السوريين، ولكن منذ إقامتها نقل 113 طنا من أطعمة الأطفال. وشهد مجال الألبسة والأحذية وضعا شبيها: فطيلة السنوات الأولى من الحرب في سوريا، نقل الجيش الإسرائيلي الكثير من الألبسة والأحذية، مقارنة بحجم 100 طن في السنة الماضية فقط.

وترتكز المُساعَدة بشكل أساسيّ على مجال الطب، الأطعمة، والبنى التحتيّة. ينقل الجيش الإسرائيلي للسوريين أيضا أدوية بكميات كبيرة، منها مُسكنات، أدوية تخدير، ودواء الإنسولين، المعد لمرضى السكري. بالإضافة إلى ذلك، نقل آلات تخدير، أجهزة أولتراساوند، أجهزة مخطط كهربية القلب، وسيارتي إسعاف، مزوّدتين بالمعدات الضرورية. ونقل الجيش أيضا مبنى قابل للفك والتركيب لاستخدامه كعيادة في سوريا.
بالمقابل، ستُقام بعد مرور نحو أسبوعَين عيادة على الحُدود الإسرائيلية – السورية وسيعمل فيها طاقم طبي أمريكي وستُقدم خدماتها الطبية لسكان المنطقة. سيهتم الجيش الإسرائيلي بضمان عمل هذه العيادة وتوفير الشروط الأساسية لتشغيلها.

وفق المعطيات التي ينشرها الجيش الإسرائيلي، فقد تلقى أكثر من 3.000 جريح في الحرب الأهلية علاجا طبيا في إسرائيل، ووصل زهاء 1000 طفل إلى إسرائيل لإجراء فحوص طبية. يصل إلى إسرائيل أسبوعيًّا أطفال سوريّون مع أمهاتهم لتلقي علاج طبي فيها. فتصل حافلة إلى المنطقة الواقعة قريبا من الحدود في ساعات الصباح الباكرة، ثم يجتاز الأطفال وأمهاتهم فحوص تفتيش عند الدخول إلى إسرائيل. بعد ذلك يتجهون إلى مستشفيات في شمال البلاد، ويجتازون فحوصا طبية، ثم يلعبون ويمارسون نشاطات إبداعية بإرشاد الجنديات. ويزور الأطفال أيضا مهرج طبي لمساعدتهم على قضاء الوقت أثناء الخضوع للفحوص.

ويعمل الجيش الإسرائيلي بناء على علاقته مع شخصيات سورية، في القرى الواقعة قريبا من الحدود، لا سيما القرى التابعة لمحافظة القنيطرة. مثلا، تلقت مديرية “حسن الجوار”، في إحدى الليالي مكالمة هاتفية، قيل فيها إنه تم تفجير عيادة محلية. لذا نقل الجيش الإسرائيلي بعد ليلة من ذلك إلى سوريا خيمتين، أسرّة، بطانيات، ومعدّات طبية بتكلفة نحو 15 ألف دولار.
في غضون ذلك، كشف رئيس الأركان، غادي أيزنكوت، في شهر كانون الثاني من هذا العام، النقاب عن أن الجيش الإسرائيلي استثمر أكثر من 7 ملايين دولار من ميزانيته من أجل السوريين.
ويستثمر الجيش الإسرائيلي أموالا ليس معروفا حجمها في مشروع المساعدة الإنسانية، وهو يحصل عليها من تبرعات من منظمات دولية ومحلية. فقد نجح في تجنيد تبرعات من عدة منظمات، مما ساعده على أن يشتري 7 مولدات كهربائية، 8 سيارات، و 600 متر من أنابيب المياه لإعادة تأهيل البنى التحتيّة وعلى أن ينقلها إلى سوريا.
تجنب الجيش الإسرائيلي حتى يومنا هذا الكشف عن تفاصيل المساعدة الإنسانية للسوريين. إلا أن سياسته تغيّرت حاليا، لهذا بدأ يعمل على نشر تفاصيل المساعدة.