كتاب الرئيس الفلسطيني “الوجه الآخر: العلاقات السرية بين النازية والصهيونية”، الذي زعم فيه أنّ القيادة الصهيونية تعاونت مع القيادة النازية لعرض إقامة دولة يهودية، سيُترجم إلى اللغة العبرية. سيترجم الكتاب الباحث المستشرق الإسرائيلي إيدي كوهين، الذي يسعى بمساعدة الترجمة أن يثبت بأنّ عباس كان وما زال معاديا للسامية.
في كتابه، الذي يستند إلى أطروحة الدكتوراة الخاصة به، يقول عباس إنّ هناك قادة صهاينة تعاونوا مع ألمانيا النازية بهدف إقامة دولة يهودية في فلسطين. وفضلا عن ذلك فقد زعم عباس بخلاف زعم إسرائيل، أنّ عدد اليهود الذين قُتلوا في الهولوكوست ليس ستّة ملايين، وأنّ الصهاينة هم من قرّروا هذا الرقم في الوعي من أجل الحصول على دعم دول العالم. وزعم عباس أيضًا أنّه لا يمكن تحديد العدد الحقيقي بالضبط.
بحسب كوهين، فإنّ كتاب عباس هو “كتاب دعائي مليء بإنكار الهولوكوست وبالرسائل المعادية للسامية المحبوكة بين السطور، وأيضًا بشكل صريح”. وهو يعتقد بأنّ كتاب عباس يُقرأ من قبل “عشرات آلاف المسلمين كلّ شهر”.
فقد قال عباس: “ما حدث لليهود في الهولوكوست هو أبشع جريمة عرفتها البشرية في العصر الحديث”
ولم يفلت تصريح عباس الذي يدين الهولوكوست في شهر نيسان عام 2014 من عيني كوهين. وكما ذكرنا، فقد قال عباس: “ما حدث لليهود في الهولوكوست هو أبشع جريمة عرفتها البشرية في العصر الحديث”، معربًا عن تعاطفه مع عائلات الضحايا والعديد من الأبرياء الآخرين الذين سقطوا على أيدي النازيين. وقد نقلت وسائل الإعلام الفلسطينية هذه التصريحات بشكل واسع.
يعتقد كوهين أن تصريحات عباس هذه كانت موجّهة للجمهور الإسرائيلي من أجل إخفاء كونه يكره إسرائيل علنًا، وهو متجاهلا أن هذه التصريحات هي إدانة حادّة للهولوكوست وقد نُشرت في الأصل بالعربية.
في المقابل، فقد بادر كوهين مع مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين لنشر صفحة فيس بوك بعنوان “أبو مازن – كفى إنكارا للهولوكوست”، والتي يدعون فيها عباس إلى إزالة النسخة الإلكترونية لكتابه من موقع السلطة الفلسطينية، والذي يظهر فيه الكتاب كاملا. في إطار هذه المبادرة، تمّ رفع فيديو باللغة العربية، دُعي فيه عباس إلى التراجع عن كتابه، وإزالته من موقع الإنترنت الخاص بالسلطة الفلسطينية وإدخال موضوع الهولوكوست إلى البرنامج الدراسي التابع للسلطة الفلسطينية.