قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي في تصريحات منشورة إن بلاده مستعدة لادخال تعديلات على مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل للمساعدة في تهدئة مخاوف الغرب. وربما تشير التصريحات إلى استعداد طهران للتوصل إلى تسوية في قضية شائكة.
وتخشى القوى الغربية التي تستعد لمفاوضات مع إيران بشأن اتفاق طويل الأجل يحدد مجال برنامجها النووي أن ينتج مفاعل آراك حال تشغيله بلوتونيوم يمكن استخدامه في صنع سلاح نووي.
وتقول إيران ان المفاعل مصمم لانتاج نظائر تستخدم في العلاج الطبي ونفت أن يكون الهدف من أي من أنشطتها النووية هو صنع قنبلة.
ويتوقع ان يكون مستقبل موقع المفاعل القريب من مدينة آراك التي تقع على بعد 250 كيلومترا جنوب غربي العاصمة طهران من أصعب القضايا التي سيجري تناولها في المفاوضات الخاصة بالاتفاق النووي طويل الأجل المقرر أن تبدأ يوم 18 فبراير شباط.
وقال صالحي في مقابلة مع تلفزيون برس تي.في الإيراني الرسمي إنه لا يعتقد أن مخاوف الغرب بشأن مفاعل آراك حقيقية ووصفها بأنها “حريق مفتعل” لوضع ايران تحت ضغوط سياسية.
لكنه أضاف “يمكننا إدخال بعض التغيير في التصميم… لانتاج بلوتونيوم أقل في هذا المفاعل وبهذه الطريقة نهديء المخاوف ونخفف القلق.”
وينظر الى المفاعلات التي تعمل بالماء الثقيل وتستخدم اليورانيوم الطبيعي كوقود بدلا من اليورانيوم المخصب على أنها مناسبة بوجه خاص لانتاج البلوتونيوم. غير أن تحقيق ذلك يستدعي وجود وحدة معالجة نووية لاستخلاص البلوتونيوم.
ولا يعرف أن لدى إيران مثل هذه المنشأة.
وكان مصير مفاعل آراك نقطة خلاف في محادثات العام الماضي التي أدت الى اتفاق تاريخي للحد من البرنامج النووي الايراني مقابل تخفيف بعض العقوبات.
وبموجب اتفاق 24 نوفمبر تشرين الثاني تعهدت إيران بعدم تركيب أي مكونات اخرى في المفاعل أو انتاج وقود له خلال فترة الاتفاق التي تستمر ستة أشهر.
وأوضح مسؤولون أمريكيون أنه يجب بحث موضوع المفاعل في أي تسوية نهائية. وقالت ويندي شيرمان وكيلة وزارة الخارجية الامريكية للشؤون السياسية أمام أعضاء الكونجرس في واشنطن يوم الثلاثاء “لا يحتاجون مفاعلا يعمل بالماء الثقيل في آراك لكي يكون لديهم برنامج نووي سلمي.”
وشككت شيرمان أيضا في حاجة إيران إلى محطة نووية أخرى هي موقع لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في فوردو.
وأثارت تصريحات شيرمان ردا غاضبا من وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي وصف التصريحات بأنها “لا قيمة لها” وقائلا إن تكنولوجيا إيران الذرية ليست مطروحة للتفاوض.
وقال تلفزيون برس.تي.في إن نحو 200 نائب إيراني وصفوا تصريحات شيرمان بأنها مسيئة ووقعوا بيانا يحث الحكومة الإيرانية على إصدار رد قوي.
وأقامت ايران بالفعل وحدة لانتاج الماء الثقيل سيتم ربطها بمفاعل آراك الذي لم يتم الانتهاء من إنشائه حتى الآن.
وأشار بعض الخبراء الغربيين إلى أن أحد الحلول الممكنة يتمثل في إعادة تصميم مفاعل الماء الثقيل لكي يصبح مفاعلا يعمل بالماء الخفيف. ويقول الخبراء إن مفاعل الماء الخفيف أقل قابلية بكثير لاستخدامه في أي محاولة في برنامج لصنع الأسلحة النووية.
وقال علي فايز وهو خبير في الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية إن صالحي يتحدث عن تحويل قلب المفاعل كي ينتج بلوتونيوم أقل ولم يكن يتحدث عن تحويل المفاعل نفسه إلى منشأة تعمل بالماء الخفيف.
وقال فايز “نظرا للصعوبات الفنية لاتمام بناء المفاعل والعراقيل السياسية لإلغائه فإن هذا (ما يطرحه صالحي) سيكون حلا وسطا مغريا للإيرانيين.”
وقال الخبير النووي مارك هيبز إن مسؤولين إيرانيين آخرين قالوا في وقت سابق إنه من الممكن إدخال تعديلات فنية على آراك.
وقال هيبز الذي يعمل في مركز أبحاث مؤسسة كارنيجي إن مجرد ذكر المفاعل الآن على لسان مسؤول ما كبير مثل صالحي “يعني أن مسار التعديل الفني… يمكن أن يصبح شيئا أكبر من خيار واحد من عدة خيارات للتعامل مع معضلة (مفاعل) آراك.”