تتتبع إسرائيل بترقب الديناميكية التي تتطور في شوارع القاهرة، وبقلق ردود فعل الولايات المتحدة وأوروبا حول ما يجري في مصر.
وتقول مصادر في القدس إنّ التهديدات التلميحية للولايات المتحدة حول وقف الدعم لمصر عقب نزاع الجيش والإخوان المسلمين مقلقة جدا، وإنّ الإسلاميين قد يفسّرون ذلك على أنه دعم لهم في صراعهم لاستعادة السلطة بعد الإطاحة بمرسي.
ورفضت حكومة نتنياهو التطرق لتقرير ورد في نيويورك تايمز يقول إنّ إسرائيل طمأنت مصر بألا تخاف من الضغط الأمريكي بعد الإطاحة بمرسي، لأنّ تهديدات وقف المساعدة فارغة وغير ذات جدوى. وتستند الصحيفة إلى تقديرات دبلوماسيين غربيين ينقلون أنّ ثمة علاقات وثيقة بين القدس وقائد الجيش المصري، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، أدت بالقدس إلى دعم الانقلاب والإطاحة بالرئيس. وقال الدبلوماسيون للصحيفة إنه يبدو أنّ ثمة اتصالات متشعّبة بين الفريق أول السيسي والدائرة المقربة منه وبين نظرائهم الإسرائيليين. ويقدّر الدبلوماسيون أنّ هؤلاء طمأنوا المصريين بعدم الخشية من ضغوط الدول الغربية. مع ذلك، لا تذكر الصحيفة إن كان دعم إسرائيلي مماثل قد مُنح في الأيام التي تلت المواجهات العنيفة الأسبوع الماضي بين مناصري مرسي وقوى الجيش، والتي أودت بحياة المئات.
ووفقًا للتقرير في نيويورك تايمز، اقترح السناتور الجمهوري راند بول نهاية تموز وقف الدعم العسكري لمصر. وردًّا على ذلك، أرسل اللوبي اليهودي – الأمريكي من أجل إسرائيل، AIPAC، رسالة لأعضاء مجلس الشيوخ في 31 تموز، ذكر فيه أنه إذا نُفّذ التقليص فقد “يزيد من عدم الاستقرار في مصر، يهدّد المصالح الأمريكية في الدولة، ويؤثر سلبًا على حليفتنا إسرائيل”. وأعرب مشرّعون بارزون عن مواقف مماثلة، ورفض مجلس الشيوخ الاقتراح بأكثرية ساحقة (86 مقابل 13) في اليوم عينه.
وجمع نتنياهو أمس المجلس الوزاري السياسي – الأمني المصغّر لمناقشة خاصة حول التطوّرات في مصر. وسمع الوزراء تقارير موجزة من مصادر استخبارية، وتلقوا توجيهات بالتزام الصمت حيال ما يجري هناك، لعدم التسبب بتوتر بلا لزوم.
وكتب المحلل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت”، ألكس فيشمان، هذا الصباح أنّ إسرائيل “تخوض في اليومَين الماضيَين صراعًا دبلوماسيًّا، يائسًا تقريبًا، ضدّ واشنطن.
ويبذل مسؤولون إسرائيليون، من رئيس الحكومة وما دون، الآن أيضًا جهودًا دؤوبة لإقناع البيت الأبيض، وزارة الخارجية، البنتاغون، والكونغرس على وجه أخص، بتهدئة الهجوم الأمريكي على الحكم العسكري في مصر. يبدو حتى الآن أنها معركة محكوم عليها بالفشل”.