سلطت المواقع الإسرائيلية، الإخبارية والبحثية، باختلاف توجهاتها السياسية، في الأسبوع الأخير، الضوء، على العلم الفلسطيني في أعقاب ظهوره خلال مظاهرة لعرب 48 في مدينة تل أبيب ضد قانون القومية. وفي حين تحدث البعض عن “دراما رفع العلم الفلسطيني في قلب تل أبيب” ركز آخرون على أصل العلم وتاريخه وعلاقته بالشعب الفلسطيني في الراهن.
والملفت أن المواقع المعنية بنشر مقالات ذات طابع بحثي قرّرت بحث العلاقة بين ألوان العلم الفلسطيني وتاريخه والسلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الذي يعده علما ورمزا له في الراهن، والاستنتاج كان أن العلم الذي يرفعه الفلسطينيون اليوم ويحظى باعتراف دولي يعبر عن تاريخ حروب المسلمين وحركات الوحدة العربية أكثر من نضال الفلسطينيين.
فقد كتب مركز القدس للشؤون العام في مقالة عن العلم الفلسطيني إن “العلم لا يرمز لأي شيء خاص في فلسطين، إنما لتاريخ العرب والإسلام. اللون الأبيض- الأمويون، الأحمر- الهاشميون، الأسود- العباسيون والنبي محمد، الأخضر- الإسلام”. وأضاف الموقع أن العلم يدل على كون الحركة الوطنية الفلسطينية جزءا من حركة الوحدة العربية والوحدة الإسلامية.
وفي مقال مطول على موقع “ميدا”، المعروف بتوجهه اليميني، وصف العلم الفلسطيني بداية بصورة سليبة بأنه “العلم الذي ينزع الشرعية عن دولة إسرائيل”. وتابع المقال عن تاريخ العلم بالقول إن الانتداب البريطاني الذي سمّى المنطقة هنا “فلسطين” لم يستخدم العلم الأسود والأبيض والأخضر والمثلث الجانبي الأحمر المعروف اليوم وإنما علما آخر.
وجاء في الموقع أن العلم كان دائما يرمز إلى حلم الوحدة العربية والإسلامية، فمر بتحولات عديدة عبر التاريخ في ترتيب ألوانه والأشكال التي أضيفت عليه. فكان مرة علم الثوار العرب عام 1916، ومرة رفع في الحجاز قبل أن تقوم الدولة السعودية، وبعدها كان علم “الاتحاد العربي”، ومن ثم علم حزب البعث العربي الاشتراكي الذي استخدم العلم في شعاره، ومن ثم منظمة التحرير الفلسطينية. وبعد توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993، حصل العلم على اعتراف إسرائيلي ودولي رمزا رسميا للسلطة الفلسطينية.
وختم الموقع المقالة بالاستنتاج الآتي: “العلم الفلسطيني يعبر عن فشل العرب والمسلمين في تحقيق الوحدة.. الشرق الأوسط في الراهن يعاني من الانقسام والخلافات.. الشريف الحسين، العثمانيون، بريطانيا وفرنسا، الحكومة المصرية، حزب البعث.. لكل هؤلاء لم ينجحوا في تحقيق الوحدة في العالم العربي”.