قال شهود إن إيران والقوى العالمية الست أنهت اليوم الخميس اجتماعا على مستوى الخبراء حول أنشطة طهران النووية لكن لم يصدر على الفور أي بيان عما إذا كان المجتمعون قد حققوا تقدما ملموسا نحو التوصل إلى اتفاق ظل لفترة طويلة بعيد المنال.
واستهدف الاجتماع الذي عقد يومي 30 و31 أكتوبر تشرين الأول الإعداد للجولة التالية من المفاوضات السياسية بين الجانبين يومي السابع والثامن من نوفمبر تشرين الثاني للبناء على أجواء الانفتاح الدبلوماسي الذي أتاحه انتخاب الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني.
وتولى روحاني – وهو زعيم معتدل وكان رئيس وفد إيران في المفاوضات النووية – السلطة في أغسطس آب الماضي واعدا بحل النزاع بعد سنوات من المواجهة وتخفيف العقوبات التي أضرت باقتصاد إيران المعتمد على النفط.
وقال دبلوماسيون غربيون إن المحادثات التي جرت في مجمع للأمم المتحدة في فيينا قد تساعد على تحديد ملامح أي اتفاق تمهيدي بشأن تقليص أنشطة إيران في مجال تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات لكنهم حذروا قبل الاجتماع من أنه لم يتم التوصل بعد لمثل هذا الاتفاق.
وشوهد أعضاء وفدي خبراء الطاقة النووية وخبراء العقوبات وهم يغادرون في حوالي الثالثة بعد ظهر اليوم بتوقيت فيينا (1400 بتوقيت جرينتش) قاعة الاجتماع حيث بدأت المباحثات بعد ظهر الأربعاء. ورفض المشاركون التعليق على طبيعة المحادثات المغلقة.
وقال مايكل مان المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي كاثرين آشتون إن محادثات فيينا سعت إلى “معالجة مسائل فنية مختلفة وساهمت في الاستعداد للجولة التالية من المحادثات في جنيف.”
والمباحثات على مستوى الخبراء هي الأحدث في سلسلة اجتماعات على مدى الشهر الماضي حيث كثفت إيران والدول الست جهودها الدبلوماسية في محاولة لإنهاء النزاع المستمر منذ عشر سنوات والذي يهدد بدفع الشرق الأوسط إلى حرب جديدة.
وقال دبلوماسيون إن المفاوضين الإيرانيين في المباحثات مع الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والصين وبريطانيا وألمانيا في جنيف يومي 15 و16 أكتوبر أبدوا استعدادا لتبديد مخاوف القوى الكبرى لكنهم لم يردوا على كثير من التفاصيل المتعلقة بالتنازلات المحددة التي قد يكونوا مستعدين لتقديمها.
ومطالب القوى الست التي تحظى بأولوية هو أن توقف إيران أنشطتها لتخصيب اليورانيوم لنسبة 20 في المئة وأن ترسل إلى الخارج المخزونات الحالية من اليورانيوم المخصب وأن توقف عمليات التخصيب في منشأة فوردو المبنية تحت الأرض.
وأشارت إيران إلى أنها قد تكون مستعدة لبحث تعليق التخصيب إلى هذا المستوى الأعلى إذا رفع الغرب العقوبات التي فرضها على قطاعي النفط والبنوك وهو ما لا ترغب الحكومات الغربية في البدء به.
وكان دبلوماسيون قالوا إنهم سيتطرقون للتفاصيل المحددة في اجتماع الخبراء وفي محادثات أخرى للمتابعة بين مسؤولين كبار في وزارات الخارجية تعقد في جنيف الأسبوع القادم حول المدي الذي يمكن أن تذهب إليه إيران لتهدئة المخاوف الدولية من برنامجها النووي.