انتقاد لا سابق له لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري.
يبدو أن عمل كيري النشط جدًا، الذي وصل للمنطقة وصولا عاجلا قبل أيام قليلة ليساعد على إنهاء القتال بين إسرائيل وحماس، ينتهي مرة أخرى بلا نتائج حقيقية. زد على ذلك، رغم أن رئيس الحكومة نتنياهو ووزراءه لم يستطيعوا مهاجمته على العلن، سُمعت في الأيام الأخيرة تصريحات شديدة، لا سابق لها في الإعلام الإسرائيلي، التي تحصل على المعلومات من مصادر رسمية، وتمتنع عن ذكر أسمائها.
هكذا، مثلا، نشرت صحيفة هآرتس صباح اليوم، المعروفة بمواقفها اليسارية والموالية للحكومة الأمريكية الحالية، مقالا لا سابق له في حدّته ضدّ وزير الخارجية: “إن المؤتمر الصحفي الذي عقده جون كيري يوم الجمعة مساء في القاهرة كان أحد المجريات المربكة التي سطع فيها نجم وزير الخارجية الأمريكي منذ توليه منصبه، ومثل هذا لم يحدث في الـ 18 شهرًا الأخيرة”.
يكتب الكاتب السياسي للصحيفة، باراك رافيد: “قبل عدة ساعات من نفس المؤتمر رفض وزراء المجلس الوزاري المصغّر بالإجماع مخطط وقف إطلاق النار الذي اقترحه. يبدو أن كيري كعادته يُرى ويُسمع كمن يعيش في كون مقابل”.
يضيف رافيد: “لقد أصاب الاقتراح الذي أوصله كيري لإسرائيل يوم الجمعة وزراء المجلس المصغّر بصدمة، ليس لأنه كان على عكس ما سمعوا من كيري قبل 24 ساعة قبل ذلك فقط، بل لأنه بدا كأنه اقتراح صاغه خالد مشعل. لقد كان هنالك كل ما حلمت به حماس”.
تشير جهات إسرائيلية أخرى إلى الحقيقة أن حليفتي الولايات المتحدة المركزيتين في المنطقة: قطر وتركيا، هما الداعمتان لحماس من العالم كله. ويجعل هذا الوضع تشابهًا في المصالح بين جهات تقف عادة من جانبي السور.
لقد أوضحت إسرائيل أن كل اقتراح لوقف إطلاق النار يجب أن يستند على المخطط الأولي المصري، وأنها رغم الاتفاق على الهدنة الإنسانية، التي خرقتها حماس بنفسها، غير ملزمة بكل مبادرة أخرى.