نحو 5.5 مليون إسرائيلي، من أصحاب حقوق الاقتراع، سيؤمون اليوم صناديق الاقتراع المنتشرة في كافة أنحاء البلاد بهدف انتخاب رؤساء السلطات المحلية في إسرائيل. ستدور رحى المعارك الكبرى طيلة اليوم في المدن الكبيرة، تل أبيب والقدس. ثمة معركة مثيرة للاهتمام بين رئيس البلدية الحالي في القدس نير بركات، الذي ينافس من أجل فترة تولي إضافية للمنصب، وبين المرشح موشيه ليئون.
لقد خاض المرشحان نضالا خلاقا بحملات عنيفة، وصلت إلى أبواب المحكمة. سيحاول بركات إحضار أكبر عدد من العلمانيين إلى صندوق الاقتراع وأما ليئون فيراهن على أصوات الحاريديم.
المعركة على رئاسة البلدية في القدس مهمة بشكل خاص بسبب مكانة المدينة، المدينة العاصمة، وبسبب حجم التركيبة السكانية المميزة فيها، متدينون مقابل علمانيين، شكناز مقابل شرقيين، قادمون جدد مقابل سكان قدامى وعرب مقابل يهود.
لقد حصلت المعركة على معنى إضافي حيال الائتلاف السياسي الواسع الذي اتحد ضد رئيس البلدية الحالي نير بركات، الذي يتكل على أصوات العلمانيين في المدينة. إن من يقود الائتلاف ضد بركات هو ليس إلا رئيس حزب إسرائيل بيتنا، أفيغدور ليبرمان، الذي نجح في ضم رئيس حزب شاس الحاريدي، أرييه درعي، إلى المهمة.
وتفيد مصادر مطلعة أن ليبرمان الذي لم يشعر بالارتياح من أداء رئيس البلدية الحالي نير بركات في إدارة شؤون أكبر مدينة في إسرائيل، وقرر أن نير بركات يجب أن يعود إلى بيته. وكان المرشح الذي تم اختياره للمهمة هو صديقه الحميم، مدقق الحسابات من مدينة غفعتاييم (شمالي تل أبيب)، موشيه ليئون.
منذ لحظة سحب ليئون من البنتهاوز في غفعتاييم على جناح السرعة، حيث كان يسكن هناك هو وعائلته، وتم إلقاؤه في الحلبة في المدينة، لا تهدأ لليبرمان أي سكينة. إنه يقضي أيامه ولياليه في دفع مرشحه إلى الأمام. لقد شاهد ليبرمان في الأشهر الأخيرة عددًا كبيرا من ساحات الحاخامين مما رآه طيلة أيام حياته. كل ذلك من أجل ليئون، كل ذلك ضد بركات.
لم يكن بإمكان ليبرمان أن يجد له شريكا أفضل لمهمة إقصاء بركات من عضو الكنيست ورئيس شاس أريه درعي. لقد وقفا معًا بكل وزنيهما خلف مرشحهما موشيه ليئون وحولاه إلى شخصية وطنية، إلى وجه معروف في كافة أنحاء البلاد.
إن نصر ليئون غير مضمون لأنه يبدو في الأسابيع الأخيرة أن الائتلاف لا ينجح في زيادة قوته: الحاريديون لم يهرعوا إلى الوقوف كشخص واحد خلف المرشح. إن التجزءات، الخلافات والخصومات بين الحاخامين، بين التيارات والتبعيات المختلفة، بين الليطائيين والحاسيديم، لم تتح توحيد الصفوف الذي يحتاج إليه ليئون إلى حد كبير لهزم بركات.
وقد واصل بركات، أمس، الهجوم على ليئون لأنه لم يكن مقدسيًا وعلى الدعم الذي يحظى به من أريه درعي وأفيغدور ليبرمان. “موشيه ليئون هو من سكان غفعتاييم. هناك ربى وثقف أولاده، هناك يدفع الضريبة البلدية والضرائب. نحن المقدسيون نعرف جيدًا لماذا يقف ليبرمان ودرعي من خلفه ولن يدع هذه المؤامرة تنتصر”. هذا ما كتبه بركات لمؤيديه. وقد زاد ليئون أيضًا حدة رسائله وقال أمس في مقابلة مع أخبار القناة الثانية أنه لا يوجد لديه أي شيء إيجابي ليقوله عن رئيس البلدية. “لقد حان الوقت ليكون في القدس شخص ينفذ انقلابا حقيقيًا ويحسن جودة حياة السكان”، قال ليئون وأضاف “سوف تظهر الحقيقة غدًا وسيتضح أنني فزت”.
يتم فتح 809 صناديق اقتراع في القدس اليوم، وستنتظر هذه الصناديق 576,406 من أصحاب حق الاقتراع في المدينة. وقد استغل في الانتخابات السابقة 43% من أصحاب حق الاقتراع في المدينة حقهم، وهذا يعتبر ارتفاعًا مقارنة بانتخابات العام 2003. نسب تصويت مرتفعة، بالأساس في الأحياء غير الحاريدية، ستزيد احتمال فوز بركات أكثر فأكثر.
سيتم افتتاح عشرات صناديق الاقتراع أيضًا في الأحياء في القدس الشرقية، ولكن أقل مما كان في الماضي. على الرغم من كافة التقديرات، فستقاطع أغلبية السكان الفلسطينيين في القدس هذه المرة أيضا الانتخابات.
وقد خصصت مراكز المرشحين والأحزاب في الأيام الأخيرة جهودًا كبيرة لإقناع المصوتين المحتملين وكل ما يمكن فعله الآن هو انتظار قرار الناخب.