شيء طبيعي أن تهاجم الأحزاب المتنافسة على السلطة، في أي بلد، بعضها بعضا، في إطار الحملات الانتخابية، وأن تحتدم هذه الهجمات كلما اقترب موعد فتح صناديق الاقتراع، وهذا ما قام به اليمين في إسرائيل فور صدور قائمة أسماء المرشحين للكنسيت الإسرائيلي، لكن اللافت في هجوم اليمين هو تركيز حزب “ليكود” و”البيت اليهودي”، على المرشح العربي عن الحزب، والإعلامي في السابق، زهير بهلول.
فقد جاء في الرد الرسمي لحزب “ليكود” على نتائج الانتخابات الداخلية في حزب العمل أن “حزب العمل اختار قائمة يسارية متطرفة”، مع ذكر اسم بهلول في القائمة، وأنها قائمة “تهدد أمن الدولة”، وأنها “عديمة الخبرة” و “معادية للدين”. وأضافت على ذلك النائبة عن حزب “ليكود”، ميري ريغيف، في إشارة إلى اسم بهلول في القائمة قائلة “حزب العمل أصبح حزبا غير طبيعي.. لأن زهير بهلول يشعر أنه عربي أكثر من يهودي”.
واللافت في رد حزب “ليكود” على قائمة حزب العمل هو أن الحزب ربط بين زهير بهلول وقضية التهديد الأمني على دولة إسرائيل، مما جرّ انتقادات كثيرة في إسرائيل على هذا الرد السطحي، خاصة أنه يزيد من التوتر القائم بين الأقلية العربية في إسرائيل والأغلبية اليهودية.
أما البيت اليهودي فقد سلّط الضوء على تصريحات سابقة لبهلول قائلا إن حزب العمل اختار قائمة يندرج فيها أشخاص دعموا “اسطول المرمرة” في إشارة إلى بهلول، ووصف الحزب القائمة بأنها “قائمة تمثل حركة ما بعد الصهيونية” أي أنها تناهض القيم الصهيونية التي قامت عليها دولة إسرائيل.
وقال مراقبون في إسرائيل أن اليمين الإسرائيلي باختياره تسليط الضوء على زهير بهلول ومهاجمته يعتقد أنه بالعزف على أوتار الخوف من العرب سيتقطب مزيدا من الأصوات، لكنها استراتيجية فاشلة تؤدي إلى نتائج معكوسة فيهي تظهر اليمين على أنه يخاف من المواطنين العرب في إسرائيل ويهاجمهم لأنهم عربا.
يذكر أن بهول لم يتعرض إلى الانتقاد من اليمين الإسرائيلي فحسب، بل هناك من وجّه له الانتقادات في الوسط العربي، حيث قال بعضهم ” يجب ألا ننسى أن بهلول نائب عن حزب صهيوني”.
ويحتل بهلول، بعد الانتخابات، المكان ال17 في قائمة حزب العمل، وهو مكان سيمكنه على الأغلب أن يصبح عضوا في الكنيست، علما أن استطلاعات الرأي في إسرائيل ترجّح أن يحصل حزب العمل على 20 مقعدا على الأقل في الكنسيت القادم.
يُذكر أن بهلول (64 عاما) شخصية معروفة في إسرائيل، عمل في الإذاعة الإسرائيلية لسنوات طويلة، وبرز كمعلق رياضي موهوب. وكان بهلول قد أعلن انتقاله إلى السياسية قبل شهر. وفي تعليقه على نجاحه في الانتخابات الداخلية، قال إنه انجاز كبير “علما أنني أدرت حملة انتخابية قصيرة، لكن الناخب الإسرائيلي يؤمن بالدرب وبالقيم التي أمثلها”.