بات مصير النساء المسلمات والمسيحيات وغيرهن في الخلافة التي أقامها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في أجزاء العراق وسوريا بائسا، حيث يقوم التنظيم بفرض قيود صارمة على هذه الفئة أيا كان ديانتها. فبعد أن فرض الختان على الفتيات والنساء في الموصل، يعرض عناصر التنظيم النساء “كسبايا” في سوق الجواري والعالم مذهول من الصور.
وبعد انتشار صور مقززة لنساء يقدن بالسلاسل على مواقع التواصل الاجتماعي، وعدم تصديق البعض بأن داعش يقف من ورائها حقا، أكدّ الهلال الأحمر العراقي صحة قيام التنظيم المتطرف بإنشاء سوق للرقيق وعرض نساء الطوائف للبيع بأسواق مدينة نينوى.
وتبين صور أخرى حالة نساء في العراق حيث بسط التنظيم الإسلامي سيطرته، فتظهر النساء باللباس الأسود الكامل. وفي سوريا، في ريف دور الزور الغربي، فرض التنظيم قيودا صارمة مانعا انتعال المرأة الأحذية ذات الكعب العالي، وكذلك لبس العباءة المفتوحة، ولبس العباءة المزينة بالخرز والبرق وما سواه، وأمر بالحرص على أن تكون العباءة فضفاضة، وعلى لبس الدرع المغطي لمفاتن المرأة.
وكتب متابعون أن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، الذي تأسس عام 2006، ما إن حقق بعض الانتصارات العسكرية في العراق وسوريا في الآونة الأخيرة، حتى باشر في تغيير واقع النساء في هذه المناطق فارضا قيوده عليهن كما لو خرجن من نطاق الزمن الحاضر ووضعن في العصور الوسطى.
وأشارت وسائل إعلام عربية وأجنبية أن القيود المفروضة على النساء صارمة جدا، فمثلا في البلدة السورية، الرقة، التي تعد “عاصمة” الخلافة الإسلامية، يحظر على النساء التجول دون صحبة رجل، وعليهن أن يرتدين اللباس الأسود الكامل، وإلا فيتم توقيفهن وضربهن. واللافت أن نساءَ، يخدمن في صفوف داعش، هن من يفرضن هذه القيود.
وتسمى كتيبة النساء في داعش، كتيبة الخنساء، وهي بمثابة شرطة الآداب الخاصة بالنساء. ويفسر قادة داعش إقامتها بحجة أن الجهاد ليس مقصورا على الرجال فقط، فعلى النساء أيضا أن يساهمن في الجهاد.
وأشار باحثون أجنبيون أن كثيرا من نساء أوروبا المسلمات، ولا سيما المحافظات منهن، يبدين أعجابهن بنساء داعش المجاهدات، إذ تمثل هذه النساء، حسبهن، صورة المرأة المسلمة القوية وليس الصورة النمطية للمرأة الخنوعة.