ما زال لا يوجد هناك تأكيد أو تفصيل حول التقرير الذي نشره أمس (يوم الأربعاء) الموقع الإخباري “دام برس”، الذي أفاد عن حدوث هجوم ضد قاعدة صواريخ تابعة لجهاز الدفاع الجوي السوري في اللاذقية. وفي هذه المرحلة، لم تتطرق جهات أمنية في إسرائيل إلى التقارير حول الهجوم، لكن محللين عسكريين إسرائيليين يقولون إنه من شبه المؤكد أن الهدف كان صواريخ ساحلية متقدمة.
وكشفت مصادر في المعارضة السورية لقناة “العربية”، مساء اليوم الخميس، عن غارتين إسرائيليتين استهدفتا مساء الأربعاء دمشق واللاذقية، وتحديداً شحنات من صواريخ سام 8 كانت في طريقها من سوريا إلى حزب الله.
وقد نشرت تقارير أجنبية، في بداية شهر يوليو (تموز)، تفيد أن سلاح الجو الإسرائيلي قد هاجم مستودعات للصواريخ بجانب اللاذقية في سوريا حيث تم تخزين صواريخ ساحلية فيها من إنتاج روسي. وصرحت مصادر أمريكية في حينه لشبكة CNN أن سلاح الجو الإسرائيلي قد نفّذ الهجوم، بهدف إصابة إرسالية صواريخ ساحلية متقدمة.
وبعد شهر من ذلك الوقت نقلت “نيويورك تايمز” عن مصادر أمريكية قد ادعت أن المستودع الذي تم تخزين الصواريخ فيه قد تم تدميره في الهجوم، ولكن بعض صواريخ “ياخونت” كانت قد أخرجت من قواعد الإطلاق ونقلت إلى مكان آخر قبل الهجوم. وقالت المصادر، في حينه، للصحيفة إنه بسبب فشل الهجوم، قد تُهَاجِم إسرائيل مرة أخرى.
الـ”ياخونت” هو صاروخ ساحلي متطور قادر على إصابة أهداف على بعد يصل إلى نحو 300 كم بدقة فائقة. وتُصِر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على إحباط نقل أي سلاح متطور إلى أيدي حزب الله.
كما أن المرصد السوري لحقوق الإنسان قد أبلغ أمس عن انفجار حدث في إحدى قواعد الدفاع الجوي التابعة للجيش السوري في تلك المنطقة. وحتى الساعة لم تتطرق وسائل الإعلام السورية الرسمية إلى الحدث.
وقد أبلغت مواقع إخبارية في لبنان أن الهجوم يستوجب استخدام وسائل تكنولوجية متطورة جدا، وإذا حدث هذا الحدث الليلة فإن كل الاتجاهات تشهد على أن إسرائيل أو الأمريكيين متورطين في الهجوم.
وكانت عدة هجمات في سوريا قد تم نسبها إلى إسرائيل، إذ أبلغت وسائل الإعلام الأجنبية في يناير (كانون الثاني) أن إسرائيل قد هاجمت للمرة الأولى إرسالية سلاح كانت في طريقها، على ما يبدو، من سوريا إلى حزب الله حين توقفت في مركز الأبحاث السوري في ضواحي دمشق. وأفادت تقارير أجنبية أن إسرائيل قد هاجمت مرة أخرى في شهر أيار – مرتين في نفس نهاية الأسبوع – إرسالية صواريخ أرض-أرض متطورة من طراز “فاتح 110” في مطار دمشق الدولي.
وقد أبلغت الصحيفة الكويتية “الجريدة” في الأسبوع الماضي أن طائرات حربية إسرائيلية قد قصفت إرسالية من الصواريخ في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا. على الرغم من ذلك، لم تتم المصادقة على التقرير من قبل أي طرف آخر، الذي تدعي الصحيفة أنه يستند إلى مصادر في القدس. وقال المصدر للصحيفة أن الصواريخ التي تم تدميرها كانت من طراز متقدم وهي معدة للوصول إلى حزب الله، كجزء من تقوية منظومة الصواريخ في المنظمة.
وفي الشأن السوري، قالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية اليوم الخميس إن سوريا دمرت كل معدات الإنتاج والمزج في منشآت الأسلحة الكيماوية المعلنة أو أبطلت قدرتها على العمل ملتزمة بمهلة حددت لها ضمن برنامج لنزع السلاح.
وقالت المنظمة التي حصلت على جائزة نوبل للسلام هذا الشهر إن فرقها فتشت 21 موقعا من 23 موقعا للأسلحة الكيماوية في أنحاء البلاد. وأضافت أن الموقعين الآخرين على درجة خطورة عالية بحيث تعذر تفتيشهما لكن المعدات الموجودة بهما نقلت الى مواقع أخرى خضعت للتفتيش.
وذكرت المنظمة انها في أحد المواقع تمكنت من التحقق من التدمير عن بعد في حين كانت القوات السورية قد تركت الموقعين الآخرين.
وتابعت المنظمة أن سوريا “استكملت التدمير الوظيفي لمعدات حساسة بكل منشآت انتاج الأسلحة الكيماوية ومواقع المزج والتعبئة وأعلنت انها لم تعد صالحة للتشغيل” ملتزمة بموعد نهائي في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني).