أثارت عضو كنيست من حزب يساري، قبل أيام، جميع وسائل الإعلام الإسرائيلية، بعد أن طلبت من ممثّل كبير من إحدى اللجان الخروج من القاعة بعد أن سخر منها وحاكاها.
تمار زندبرغ، عضو كنيست نيابة عن حزب ميرتس (اليسار الإسرائيلي)، هي عضو كنيست جديدة ولكنها طموحة بشكل خاصّ. نسوية وليبرالية وتؤيد من بين أمور أخرى تقنين المخدّرات في إسرائيل بل وتترأس لجنة مكافحة المخدرات في الكنيست الإسرائيلي.
أغضبت عبارات مهينة لأحد أعضاء الكنيست السابقين في إحدى اللجان زندبرغ، بعد أن سخر منها وقال كيف يمكن أن تترأس لجنة مكافحة المخدرات بينما هي تؤيد تقنين المخدّرات.
كان هذا الكلام جزءا من الانتقادات الحادة الموجهة لزندبرغ ولقرارها بإبعاده عن الجلسة وعدم إجابته بشكل موضوعي على سؤاله. وقد وُجهت لها الانتقادات الأكثر حدّة حول ملابسها غير المحتشمة وهي تتولى منصب رئيس لجنة كبيرة في الكنيست.
كانت أول المنتقدات تحديدا صحفيات أزعجهنّ لباسها “غير المحتشم”، وبلوزة الشيال التي ترتديها وسألوا كيف يمكن لعضو كنيست شابة أن تسمح لنفسها بالظهور هكذا في الكنيست من خلال انتهاك صارخ للزي الرسمي الملائم للمكان.
في موقع الأخبار “والاه” تساءلت إحدى الصحفيات عن لباس زندبرغ قائلة: “ألن يكون ذلك صوابا سياسيا أن نتوقع من مسؤولة عامة ألا تحضر لجلسة مجلس النوّاب مع شيال؟ باسم الحرية التي يمثّلها حزبها، إلى هذه الدرجة يهمّها الكشف عن الوشم الذي على ذراعها أمام أشخاص تقليديين ومتديّنين؟”.
وأضافت أيضًا: “هل كانت قاضية في المحكمة ستحضر إلى جلسة استماع رسمية، هكذا؟ قد تدّعي عضو الكنيست زندبرغ بأننا نركز مجددا على جسد المرأة، ولكن أليست تلك هي – وصديقاتها الشابات في الكنيست – اللواتي يمارسن أحيانا التمييز في الأزياء لصالح النساء وضدّ الرجال؟”.
ولكن سرعان ما تطوّر نقاش عاصف في مواقع التواصل الاجتماعي في إسرائيل بين مؤيدين لزندبرغ ومعارضين لها. كان من بين المؤيدات لطريقة اللباس الشابة والمثيرة للاهتمام لدى زندبرغ، صحفية مشهورة في صحيفة “هآرتس” التي ادعت أنّ الانتقادات الموجّهة ضدّ زندبرغ نابعة من “جهل ونهج قديم حول الشكل الذي ترتدي به الملابس النساء في المناصب العليا أو العامة اليوم. بحسب هذا التصوّر، فإنّ الكشف عن الجلد في مكان العمل هو مُجون ويجرّ بالضرورة تعاملا غير محترم”. وقيل أيضا “إنّ قوانين الذوق السليم لا تطلب من النساء الانصياع لقواعد الاحتشام الدينية؛ لا يوجد أي إلزام بارتداء الأكمام، ولا حتى القصيرة، وليس هناك أي شيء سيّء بالتنانير القصيرة أيضًا – حتى وإن لم يصل طولها إلى الكاحل. إحدى الحقائق هي أن محررة مجلة الأزياء المرموقة “فوغ”، أنا فينتور، السيدة الأولى في الولايات المتحدة، ميشيل أوباما، دوقة كامبريدج، كيت ميدلتون وغيرهنّ وغيرهنّ – يرون الشيال اختيارا شرعيا، دون أن يتّهمهنّ أحد بـ “التمييز في الأزياء لصالح النساء وضدّ الرجال”.
https://instagram.com/p/eLcoMXNPDy/
والحقيقة أنّ بحثنا أرشدنا إلى أنّه أيضًا المحامية الناجحة والدولية أمل علم الدين كلوني ترتدي في بعض الأحيان شيالا ولا تزال تبدو مع ذلك محترمة وحريصة. نساء مثل الملكة رانيا وزوجة الرئيس بشار الأسد شوهدن أكثر من مرة وهنّ يرتدين الشيالات المغرية ولم يجرؤ أحد على وصف لباسهن بغير المحتشم.