فيما يلي تفصيل مختصر لما حدث في الأسابيع الستة الماضية في هذه المساحة الصغيرة الواقعة بين مفترق غوش عتصيون القريب من بيت لحم في الضفة الغربية، وبين مفترق ألون شبوت الذي يبعد كيلومتر ونصف من هناك:
14/10: إطلاق نار باتجاه رجال شرطة إسرائيليين.
20/10: فلسطيني يدهس إسرائيليَين ويصيبهما بجروح.
27/10: فلسطيني يطعن جنديا إسرائيليا ويصيبه بجروح.
28/10: فلسطيني يطعن امرأة إسرائيلية ويصيبها بجروح.
8/11: فلسطيني يطعن ويجرح رجلا إسرائيليا.
19/11: فلسطينيون يطلقون النار ويقتلون إسرائيليَين وفلسطيني.
22/11: فلسطيني يطعن ويقتل فتاة إسرائيلية.
ويمكن الإضافة إلى ذلك عشرات عمليات الطعن، الدهس وإطلاق النار التي حدثت في هذا المقطع من الشارع الضيق والذي يقع بين مستوطنتَي إفرات وألون شبوت الواقعتين في الكتلة الاستيطانية غوش عتصيون، واختطاف وقتل الشبان الثلاثة جلعاد شاعر، نفتالي فرانكل وإيال يفرح في 12 تموز عام 2014، مما أدى في نهاية المطاف إلى حرب صيف 2014 في غزة والتي سُمّيت في إسرائيل “الجرف الصامد”.
كيف يُمكن أن تكون تُشكّل مساحة صغيرة إلى هذه الدرجة محورا للكثير من العنف؟ ما يُميّز محور الحركة المرورية هذا هو سفر كل من السكان الإسرائيليين والفلسطينيين. ينتقل الإسرائيليون تحديدا بين القدس وغوش عتصيون، بينما يستخدمه الفلسطينيون من سكان بيت لحم، بيت ساحور، حلحول، ترقوميا، الخليل والقرى التي حولها أيضًا. في الأسابيع الماضية، كان الكثير من منفّذي العمليات من سكان مدينة الخليل والذين سافروا عبر الشارع بشكل خاصّ من أجل قتل اليهود.
في الأيام الهادئة، يُشكل النسيج المشترك بين العرب واليهود في غوش عتصيون تعاونا كبيرا أيضًا. تتميّز محطات الوقود، محلات تصليح العجلات، المطاعم والمتاجر الواقعة على مفترق غوش عتصيون، أن معظم العمال فيها هم من الفلسطينيين ومعظم المتسوّقين هم من المستوطنين، ولكن ليس كلهم.
قال صاحب شبكة السوبرماركت رامي ليفي عن الفرع التابع له في غوش عتصيون: “يسود في فرع غوش عتصيون تعايش ويتمثّل بتسوّق اليهود والعرب معا، مع تبادل الاحترام فيما بينهم”. في الماضي كانت هناك شائعات في المنطقة عن بائعات يهوديات أقمنَ علاقات رومانسية مع عمال سوبرماركت عرب، مما أدى إلى توتر بين الطرفين.
ولكن في أوقات التوتر، يتحوّل النسيج المشترك في المنطقة إلى حرب. في أعقاب عملية أمس قرر قائد لواء عتصيون في الجيش الإسرائيلي حظر دخول العمال الفلسطينيين إلى جميع بلدات هذا التكتل السكاني. وتدرس المنظومة الأمنية خطوات الفصل بين اليهود والفلسطينيين.
بينما يطالب اليمين الإسرائيلي بحلّ آخر. إذ يطالب وزير التربية الإسرائيلي، نفتالي بينيت، الحكومة الإسرائيلية بشدّة أن تقبل فورا بضمّ غوش عتصيون إلى أراضي دولة إسرائيل السيادية، مما سيثبت في رأيه للفلسطينيين وللعالم أنّ إسرائيل لا تعتزم التخلّي عن التزامها أمام سكانها.