هناك آراء مختلفة لدى المعلقين الإسرائيليين، خلافًا للحكومة الإسرائيلية والتي اتفقت في رأيها، حول اتفاقية الإطار التي توصلت إليها إيران والدول العظمى يوم الخميس الفائت، فمن جهة هنالك معلقون يرون أن الاتفاقية ستُحسن أمن إسرائيل، حيث سيتم إدراج برنامج إيران النووي في إطار القيود والرقابة والإبلاغ، ومن جهة أخرى هناك آخرون كتبوا أنهم يعتقدون أن الاتفاقية ستمنح الشرعية لطهران لتكون دولة نووية.
وقد كتب البروفيسور “أبراهام بن تسفي” في صحيفة “إسرائيل اليوم” أن “رغبة أوباما بالظهور كقائد ذي حيلة قادر على تحييد، للوهلة الأولى، فتيل خطير بالاعتماد على الطرق الدبلوماسية، ستُحّول الشرق الأوسط، في المستقبل، إلى رهينة للنظام الإيراني-حيث أن درجة تنفيذ الاتفاق تتوقف على إرادته الجيدة”. وأوضح المعلق أنه حينما يدور الحديث حول إيران فإن الرغبة في المؤامرات تغلب حسن النية.
وفي نفس الصحيفة، كتب “بوعاز بيسموت” أن الاتفاقية تُذكّر بالأحداث في شمال كوريا، ففي نهاية الأمر، أدى الاتفاق إلى حيازة تلك المنطقة على سلاح نووي تتحدى به العالم بدلًا من جعلها دولة أقل عدائية.
أما في الجهة التي تُحاول نشر التهدئة، كتب المعلق في “يديعوت أحرونوت”، ألون فوكس، أن الاتفاقية وإن طُبقت ستُخفف من اليورانيوم المخصب وذلك سيُغيّر توقيت “تقدُم” إيران، كما أنه من شأن الاتفاقية أن تمنع إنتاج قنبلة البلوتونيوم، لذلك فهي تُعتبر جيدة لإسرائيل. ويدعي المعلق أن البديل للاتفاقية هو الحرب لذلك حتى وإن لم تكن اتفاقية مثالية فهي الحل الأفضل لإسرائيل استراتيجيًّا.
وكتب المعلق في صحيفة هآرتس، باراك رابيد، أن الاتفاقية جيدة “وذلك لأنها تفرض العديد من القيود على برنامج إيران النووي في الأجيال القادمة”. وقد أشار إلى “أن إيران قد وافقت على البروتوكول الإضافي لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية – والملحق الذي يسمح لمفتشي الأمم المتحدة إلى إجراء عمليات تفتيش مفاجئة في أية منشأة تشك أنها تُمارس أنشطة نووية غير مشروعة وعلى تنفيذهما”.
وفي نفس الشأن، حذّر مدير الاستخبارات والجنرال السابق في الموساد، رام بن باراك، في مقابلته هذا الصباح مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، من اتفاقية لوزان قائلا إنها ” تُبقي جميع المنشآت النووية فعالة بطريقة أو بأخرى. فهي لا تُفكك أي جهاز طرد مركزي من أجهزة الطرد المركزي الحالية. بالتأكيد ستكون إيران دولة نووية، وهي التي ستُقرر متى يتم خرق الاتفاقية، وليست لدينا أية تجارب مختلفة مع إيران كدولة سلمية. نحن لا نتحدث عن فنلندا”.