بينما ما زال أفيغدور ليبرمان مستمرا في اقتراحه بنقل العرب الذين يعيشون في وادي عارة إلى السلطة الفلسطينية- أقام أمس رئيس حزب “المعسكر الصهيوني”، يتسحاق هرتسوغ وتسيبي ليفني مؤتمرا انتخابيا كبيرا نسبيا في قلب المنطقة، بالقرب من وادي عارة . وصل مئات الناس، رجال ونساء، ليستمعوا لهرتسوغ، وحسب من حضر في المكان، ومنهم من المتحدثين على المنصة، فإن يتسحاق هرتسوغ هو رئيس الحكومة القادم.
إن اجتهاد المعسكر الصهيوني لجذب الأصوات من الوسط العربيّ ملفت للانتباه. استمرارا للقوى المحلية القوية الداعية لعدم المشاركة في الانتخابات بتاتا، والتوقُع “المبالغ به” من أيمن عودة برئاسة القائمة العربية الموحّدة وبعد أن قال الكثير من العرب إنه بعد انضمام حزب الجبهة لنفس القائمة مع الحركة الإسلامية- سيضطرون للتوجه لميرتس، كذلك يقفز المعسكر الصهيوني إلى داخل القدر.
الخوف الأكبر، حتى بين رجال المعسكر الصهيوني، هو ألا يتجاوز حزب ميرتس نسبة الحسم. ويتبين من خلال محادثة خلال المؤتمر مع مسؤولين في حزب العمل، أنهم يدركون هذه المعضلة ولذا إن لم يكن حزب ميرتس في الكنيست القادمة، فليس لديه احتمال لتشكيل ائتلاف. عمليا، يجب أن يضمن حزب العمل، أن يحظى حزب ميرتس بأصوات معتبرة من الوسط العربي والأوساط الأخرى، بهدف الانضمام للكنيست وبهذا يمكن لهرتسوغ أن يُشكّل الحكومة المقبلة.
لقد أثار اختيارهم لاسم “المعسكر الصهيوني” عدم ارتياح كبير في الوسط العربي، ولم تتجاهل تسيبي ليفني ذلك في الخطاب الذي ألقته في وادي عارة. “نحن المعسكر الصهيوني” قالت، “لأن الصهيونية هي تقبّل العرب والحياة معهم بمساواة وتعاون مشترك”. خلال حديثها، تحوّلت للحديث مع الحاضرين عن “نظرية جابوتنسكي” (زعيم صهيوني) وعن المكان الذي جاءت منه وكيف تفسر الأمور. سجلت في هذه المعركة الانتخابية ملاحظة جانبية أخرى فيما يتعلق بالمؤتمر الانتخابي الغريب، فيه يصل صهيونيون، إلى قلب القرى العربية، تحت أعين المتظاهرين الذين تظاهروا خارجها. في هذا المؤتمر الانتخابي، طلب رؤساء المعسكر الصهيوني ثقة المنتخب العربي ،” نحن ملزمون بقيادة التغيير والتأكيد على ألا يُنتخب نتنياهو مرة أخرى لرئاسة الحكومة”.
لقد افتتح هرتسوغ الذي كان المتحدث الرئيسي، والأخير، حديثه باللغة العربية، وأكد على الواجب الصهيوني الذي أداه جده وأبوه في تاريخ الدولة، ومن هناك استمر بالعبرية وهو يتحدث عن الضائقات الاقتصادية، ويكرر ما بدأ يقوله في الأيام السابقة، فيما يتعلق برغبته في السفر إلى رام الله لإلقاء خطاب أمام البرلمان الفلسطيني. ظهرت خلال خطابه، في الخلفية، صوره وهو يجلس في المقاطعة ويصافح أبا مازن.
لا يمكن للمعسكر الصهيوني أن يتجاهل استطلاعات الرأي التي تشير إلى زيادة نسبة التصويت في الوسط العربي، على ضوء توحيد الأحزاب الثلاثة. لقد أثمر ظهور أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة في المواجهة التلفزيونية قبل أيام من ذلك، تعرفا كبيرا عليه في الوسط اليهودي، وأما الإحساس الذي يسود على ضوء كل التطورات السياسية الأخيرة حول إذا كان سيجذب عدة ناخبين يهود، فيُخشى أن يضر انضمامه للكنيست ضررا بالغا بحزب ميرتس. لقد شخّص المعسكر الصهيوني هذه اليقظة في الجمهور العربي وقرر ألا يفوّتها.
يجدر بالذكر أنه في الأيام التي سبقت المؤتمر، قد زاد التوتر كثيرا في منطقة وادي عارة، حول وصول هرتسوغ وليفني إليها. كان من المفروض أن يُقام المؤتمر بداية في قاعة احتفالات في القرية نفسها، وعلى ضوء المعارضة المحلية، أقيم خارجها في منتزه المناسبات “مطعم الوادي”. تطرق أغلب المتحدثين في المؤتمر، ومنهم المرشح العربي من قبل القائمة، زهير بهلول، في كلامهم إلى المظاهرة خارج المؤتمر وقالوا إنهم يحترمون حق المعترضين على المعسكر الصهيوني في قدومه ومع ذلك فإنهم يشعرون أن هنالك فرصة وحيدة لقائمتهم لتغيير الحكومة وهم يدعون الجميع إلى دعمهم في ذلك.