ابتدأ أمس اليوم الأول لمحادثات جنيف بين إيران، الولايات المتحدة، والدول العظمى بابتسامات، وللمرة الأولى التقى المندوبون الإيرانيون مع نظرائهم الأمريكيين. “لا يمكن تعريف المحادثة على أنها أحدثت خرقًا”، أوجزت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي اليوم الافتتاحي للمفاوضات بين الدول العظمى الست ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.
وعرض ظريف صباح أمس البرنامج الإيراني. استخدم ظريف شريحة عرض افتُتحت بالعنوان: “لإنهاء أزمة غير ضرورية – لفتح أفق جديدة”. وحوى الاقتراح خطوات تبني الثقة ستنفّذها إيران لتهدئة المجتمع الدولي، وخطوات ستنفّذها الدول العظمى بالمقابل، مثل تخفيف العقوبات، إلى جانب خطوات أخرى تُنفَّذ في مرحلة متأخّرة أكثر.
بعد الظهر، جرت نقاشات بين المشاركين حول التفاصيل التقنية للمحادثات. وجرت محادثات بعد الظهر على مستوى أدنى. وذكر دبلوماسيون إيرانيون وأوروبيون أنّ الجلسة الثانية ركّزت على تفاصيل الاقتراح الإيراني. وطرح ممثّلو القوى العظمى عددًا من الأسئلة التقنية، فيما أجاب الإيرانيون وزوّدوا إيضاحات. بعد ثلاث ساعات، فُضّ الاجتماع، واتفقت الطواقم على اللقاء في جلسة إضافية صباح اليوم (الأربعاء). “لم تغيّر اللقاءات شيئًا في واقع أن لا أحد يتوقّع حدوث خرق بين عشيّة وضُحاها. “على الإيرانيين أن يترجموا أقوالهم أفعالًا”، ذكرت ساكي، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، موضحة أنّ “الكُرة في الملعب الإيراني”.
وفيما تجري المحادثات في جنيف، ثمة مَن يُطلق تحذيرات في الولايات المتحدة. فقد قال د. غاري سيمور، المكلّف بالشأن النووي الإيراني في البيت الأبيض في الولاية الأولى للرئيس باراك أوباما إنه لم يلحظ أمرًا استثنائيًّا في الاقتراح الجديد الذي عُرض على القوى العُظمى. وادّعى أنّ لدى الإيرانيين اليوم القدرةَ على أن يُحدثوا خرقًا خلال شهرَين للحصول على قنبلة ذرية واحدة، لكنّ وكالة الطاقة بإمكانها كشف ذلك خلال أسبوع أو أسبوعَين.
“يتابع مراقبو الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدقة، ويزورون المواقع الهامة في إيران ثلاث أو أربع مرات في السنة، وبإمكانهم أن يعرفوا خلال وقت قصير إذا كان الإيرانيون سيعملون بسرعة على تخصيب اليورانيوم لدرجة 90 في المئة. أنا على قناعة أننا سنعرف خلال أسبوع أو اثنَين إذا كان الإيرانيون ينوون تحقيق اختراق كهذا. فهم تحت إشراف دولي، وستكون مخاطرة من جهتهم محاولةُ تحقيق اختراق يؤدي إلى هجوم عسكري أمريكي أو إسرائيلي”، أوضح د. سيمور، الذي يشغل اليوم منصب رئيس منظمة “موحّدون ضدّ إيران نوويّة”.
في هذه الأثناء، نُشرت أنباء في وكالات الأنباء الإيرانية عن أنّ ممثّلي روحاني في جنيف اعترفوا أنّ البرنامج الذي عُرض أمس على الدول العظمى سيشمل زيارات مفاجئة لمفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
في إسرائيل، يجري تتبّع المحادثات في جنيف بحذر. وقال وزير شؤون العلاقات الدولية يوفال شتاينيتس في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست إنّ إسرائيل تتابع محادثات إسرائيل مع الغرب في جنيف بأمل وقلق. وصرّح: “من جهتنا، يمكن لإيران الاحتفاظ بمُفاعِل لأغراض مدنيّة، وسنبارك اتفاقًا يجرّدها من السلاح”.
وتحدّث وزير آخر في حكومة نتنياهو، الوزير سيلفان شالوم، هذا الصباح بحدّة في هذا الشأن، قائلًا: “مجرّد التحدّث إليهم دون أن يقوموا بأية خطوة نحو إيقاف برنامجهم النووي يقول إنّ ثمة رغبة لدى الجانبَين في التوصّل إلى اتِّفاق. إن لم تعرب الولايات المتحدة عن الثبات سيكون هناك اتّفاق، لكنّ هذا الاتّفاق لن يساوي الورق المكتوب عليه”.