يعيش نحو 73000 شخص حاليًّا في الناصرة، ولكن قد يعود القرار النهائي حول من يكون رئيسًا قادمًا لبلدية الناصرة إلى 22 شخصًا فقط. المعركة حول المرشح الفائز في انتخابات رئاسة البلدية هي متقاربة أكثر من أيّ وقت مضى. فقد مضى شهران منذ جرت الانتخابات، ولكنّ سكان الناصرة لا يعرفون بعدُ من هو رئيس البلدية، إذ إنّ الفارق الحالي بين المرشحَين يبلغ تسعة أصوات فقط.
كان يبدو قبل شهرَين أن رامز جرايسي، رئيس بلدية الناصرة منذ نحو عقدَين، قد خسر الانتخابات لصالح علي سلام، القائم بأعماله، بفارق ضئيل لا يتعدّى صوتًا. في أعقاب ذلك، استلم سلام منصب رئاسة البلدية. ولكنّ ذلك كان بداية صراع قضائي طويل وصعب، إذ قدّم جرايسي التماسًا إلى المحكمة، طالبًا منها أن يتم فرز 47 صوتًا كان اشتُبه في كون التزوير شابها.
بناءً على الالتماس الذي قدّمه جرايسي، أمرت المحكمة بفرز الأصوات. وبعد أن تم العدّ يوم أمس، انقلبت الأمور رأسًا على عقب. فقد تبيّن أن 37 من الأصوات كانت لصالح جرايسي، في حين أن ستة أصوات فقط كانت لصالح سلام. رغم ذلك، ما زالت المحكمة تنتظر تقديم استئناف من قبل سلام، الذي يدعي أنّ 22 صوتًا من الأصوات التي كانت لصالحه أُلغيت بشكل غير مُنصِف.
في الوقت الراهن، يلتزم المعسكَران الصّمت. فالمقربون من جرايسي لم يشرعوا في الاحتفال بعد، وهم ينتظرون الحسم النهائي من المحكمة حول عودته ليشغل منصب رئاسة البلدية. فالأصوات الاثنان والعشرون قد تقلب الكفّة مِن جديد لصالح معسكر سلام. في محيط سلام يتطرّقون إلى فرز الأصوات كما إلى خلل مؤقت، سيتم إصلاحه في أسرع وقت.
“لدينا رئيس بلدية جديد، وهو الذي سيبقى”، قال المتحدث باسم سلام، يوم أمس، موضحًا أن فوز جرايسي هو مؤقت فقط. أمّا الناصريون فيدكون الآن أنّ المعركة لم تنتهِ. تنتظر الأصوات الاثنان والعشرون التي أُلغيت من حصّة علي سلام قرار المحكمة، وكذلك الناصرة بأسرها.