خلال سنوات طويلة كانت المرأة الأكثر قربًا من إيهود أولمرت. لقد رافقت شولا زكان مسيرته السياسية منذ بدايتها تقريبًا، والآن قد تضع لها نهاية. وافقت رئيسة مكتب رئيس الحكومة السابق على الإدلاء ضدّه في ملفّ هولي لاند.
وكما هو معروف فإنّ فضيحة هولي لاند، هي مشروع عقاري كبير تم بناؤه في حيّ مالحا في القدس، والذي وفقًا لشهادات فقد أثار منذ بداية طريقه معارضة قوية من السكان والمنظّمات البيئيّة، بسبب إضراره بخطّ المناظر الطبيعية في القدس. وعلى الرغم من الاعتراضات، فقد تمّت الموافقة على المشروع بسرعة بواسطة رئيس البلدية حينذاك، إيهود أولمرت. إنّ الموافقة السريعة على المشروع، نسب البناء الشاذة والإعفاءات التي أخذها أصحاب المشروع، كلّ ذلك أثار منذ سنوات التسعينات العديد من الأسئلة والتي ظلّت دون إجابة حتى تم الكشف عنها للجمهور في حملة إعلامية كبيرة. وقد ظهرت من الكشف شكوك حول التلاعب في المناقصات، والتحيّز فيها لصالح مقرّبين لأولمرت، رشاوى وفضائح لا تحصى.
ومع بداية محكمة أولمرت في القضية، وقفت شولا زكان، التي أُتهِمَت هي كذلك بأنّها عملت في تقديم مصالح مقرّبيها، إلى جانب إيهود أولمرت ودعمت أقواله.
مؤخرًا وبسبب تفرّع الملفّ وبعد أن بدأ محامو أولمرت في التنقيب عن مزاعم شولا زكان، كي تتحمّل معظم المسؤولية في الفضيحة، قرّرت زكان أن تغيّر وجهتها وأن تحاول إيجاد ثغرة للحدّ من العقاب المتوقّع لها في قرار الحكم الذي تم تحديده في نهاية شهر آذار هذا العام.
في محادثات مع مقرّبين منها، زعمت زكان أنّها تشعر بأنّه تم خداعها، وأنّ أولمرت ومحاميه يحاولون إلقاء الملفّ بأكمله على ظهرها من أجل الحفاظ على سمعة أولمرت. “إذا فتحت فمي، سيجلس أولمرت في السجن”، هذا ما قالته لمقرّبين منها، “لم أصفه بأنّه فاسد، طالما لم يكن يدّعي أنّني كذلك. سأتحدّث عن كل الموجود، وربّما كذلك عن أمور أخرى لم تُعرف بعد. فلم أقم بأمر أبدًا دون تعليمات منه. وبخلافه، فقد حافظت أيضًا على التحالف والصداقة حتى آخر لحظة”.
في الوقت الراهن، يثير الاتفاق المرتقب بين شولا زكان وبين نيابة الدولة، والذي أعربت في إطاره عن استعدادها لنقل تفاصيل حول تجريم سلوكه، يثير هذا الاتفاق صدًى في الجهاز القانوني والسياسي.
وحسب ادعاء مقرّبين من الإجراءات القانونية، ففي الوثيقة الجديدة التي ستستخدم كإدلاءات جديدة لزكان، هناك تفاصيل مهمّة بخصوص تصرفات أولمرت ومسؤولين آخرين في الحكومة. وحسب التقييم القانوني فإنّه فيما لو تم توقيع الاتفاق، فسيُضطرّ المدّعون إلى دعوة عشرات الشهود الجدد وقد يكون هناك متّهمون آخرون، سواء في ملفّ هولي لاند أو في ملفات أخرى قد يتمّ فتحها.
كسرت زكان أمس جدار الصمت، ونشرت في صفحة الفيس بوك الخاصة بها ردًّا على هذه القضية. كتبت زكان: “هذا ليس سرًّا أنّه في الأيام الأخيرة كُسر قلبي وفرحة القلب الصغيرة التي بقيت لي، وانطفأت أيضًا”. “حتى جئتم أنتم، أيها الأعزاء، أبناء العائلة، والأصدقاء؛ مع البركات والطمأنينات التي شعرت بأنها خرجت من القلب وهي التي عزّزت ما أعتقد به، وأعادت لي فرحة الحياة، وبهذه الطريقة أودّ أن أشكركم وأبارك كلّ واحدة وواحد منكم بأن يملأ الله ما تبذله قلوبكم بالصحة، والسعادة، والهناء، والرزق الطيب والأهم هو فرحة القلب والابتسامة الدائمة على الوجه”.