منذ تأسيس جهاز الموساد، خدمت النساء فيه، شاركت في عمليات في دول لا تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في العالم وخاطرن بحياتهن كثيرا. وقد شاركن أيضا في عمليات اغتيال نسبت للموساد وفق تقارير أجنبية في العقود الأخيرة. يكفي النظر إلى صور قاتلي محمود المبحوح في دبي في عام 2012، تلك العملية التي نُسبت في العالم إلى الموساد، لمعرفة الدور الكبير الذي تلعبه النساء في عمليات الاغتيال الجريئة. عليزا ماغين هي المرأة التي شغلت المنصب الأبرز في الموساد حتى الآن.
عليزا اليوم أصبحت متقدمة في العمر ومتقاعدة، تقضي معظم أوقاتها في ملاعب الجولف، على شواطئ البحر، ومع العائلة. ولكن حياة الهدوء هذه خادعة. فقد خدمت عليزا معظم حياتها في الموساد، وشغلت منصب نائب رئيس الموساد، وهو أهم منصب شغلته امرأة ذات مرة. ولكنها لم تعمل في الموساد كسرتيرة، بل كانت مقاتلة وشاركت في عمليات خاصة كثيرة.
أول عملية سرية لها كانت في سن 24 عاما
وُلدت عليزا ماغين في القدس لوالدين يهوديين من أصل ألماني، وفي الستينات شاركت للمرة الأولى في عملية للموساد سافرت في إطارها إلى النمسا لتجنيد عالم ألماني للعمل كعميل في الموساد الإسرائيلي. كان ذلك العالم جزءا من طاقم علماء ألمان عملوا في مصر على برنامج التسلح المصري في عهد جمال عبد الناصر طوّروا في إطاره صواريخ كانت تشكل تهديدا على المواطنين الإسرائيليين. كانت عليزا ابنة 24 عاما فقط ولكنها نجحت في المهمة، ولم يستكفِ العالِم بالعمل مع الموساد فحسب، بل وافق على القدوم إلى إسرائيل واجتياز تحقيق فيها. “لقد كان العالم خائفا ولم ينجح رجل الموساد الذي تحدث معه في تهدئته، وعندها استدعيت عليزا. قالت له “تعال وزر إسرائيل. لا تخف، سأرافقك طيلة زيارتك ويمكن أن تكون مطمئنا”.
منذ تلك اللحظة بدأت تشارك عليزا في مهام خاصة خارج البلاد، ليست قادرة على التحدث عنها. ولكنها صرحت في مقابلة معها أنها ساعدت على التخطيط لاغتيال قادة منظمة “أيلول الأسود”، المسؤولين عن مقتل الرياضيين الإسرائيليين في ميونخ. قام الموساد حينها في سلسلة اغتيالات تحت اسم “عملية غضب الله”. كان الأمير الأحمر، علي حسن سلامة، من أبزر القادة الذين قتلوا في هذه العملية، بعد أن اغتالته مقاتلة في الموساد تدعى أريكا تشمبرس في الأراضي اللبنانية.
الموساد يجند عميل واحد من بين 100 مرشح
في الفترة الأخيرة، شاركت عليزا في مقابلة نادرة معها للقناة الإخبارية الإسرائيلية “مكان” وأجابت عن بعض الأسئلة التي أراد الكثيرون معرفة الإجابة عنها ولكنهم لم يجرأوا على طرحها، مثلا، كيف يجند الموساد العملاء؟ فأجاب “طريقة التجنيد الأفضل هي “صديق يحضر صديق”، بموجبها يضم الوالدون أولادهم، وأقرباء العائلة. في البداية، نسلط على المرشح الذي يهمنا، ثم نبدأ بمعرفة المعلومات عنه، ونتعلم نقاط قوته، ضعفه. يُطلب من عميل في الموساد بدء التواصل مع المرشح. ثم يبدأ التخطيط لحملة تجنيده”، قالت عليزا في مقابلة معه. “تُجرى عملية تصنيف قاسية. غالبا من بين 100 مرشح يقبل الموساد مرشحا واحدا. من مواصفات العميل الجيد أن يتمتع بشخصية قوية، يعرف طموحاته في الحياة. و يكون قادرا على التمثيل، المخادعة، والتأثير في الأشخاص”.
ما هو دور النساء في الموساد في تجنيد عملاء أجانب؟
“لم يُطلب من النساء الإسرائيليات إقامة علاقات جنسية لضم عميل عربي”، قالت عليزا في المقابلة معها، داحضة كل الآراء المسبقة حول طريقة العمل الخاصة بالموساد. “عندما تعملين على تجنيد مرشح، فأنت تستخدمين كل الطرق. من بين أمور أخرى يمكن توفير.. النساء. ولكن ليس بالضروري أن تكون تلك النساء عاملات في الموساد. إستخدمت طرقا أخرى أثناء خدمتي، شغلت فيها عقلي بدلا من.. “.