كشف تقرير تلفزيوني للقناة الإسرائيلية العاشرة، بث أمس الأربعاء، عشية افتتاح العام الدراسي في إسرائيل، عن تهميش نظرية التطور للعالم البريطاني تشارلز داروين في مضامين التعليم الاعدادية والثانوية، واصفا الحالة بأنها تدل على زيادة الجهل العملي لدى الطلاب الإسرائيليين وتهرب جهاز التعليم من التعامل مع النظرية المثيرة.
وافتتح التقرير التحقيق في حال تعليم النظرية في المدارس، بطرح الأسئلة: هل يعقل أن ينهي الطالب الإسرائيلي تعليمه الثانوي دون أن يعرف من هو شارلز داروين أو أن يجهل نظرية التطور وتطور أصل الإنسان؟ الملفت أن إجابة الشبان والشابات الذين سئلوا في التقرير عن مصطلح “تطور الإنسان” كانت أنهم لم يسمعوا عنه من قبل، ومن قال إنه سمع عنه، أوضح أنه سمع عنه خارج إطار المدرسة.
والمثير في التقرير أن المعلمين الإسرائيليين الذين سئلوا إن كانوا يعلمون النظرية، ردوا بحزم “كلا”. وأوضحوا أنهم لا يدخلون في هذا الموضوع لأن وزارة التعليم لم تهيئهم لذلك وأن الرسالة التي ينقلها جهاز التعليم الإسرائيلي هي تجنب الموضوع لأنه يثير حساسية دينية.
https://www.youtube.com/watch?time_continue=1&v=CvrmZLGWfFs
وأشار التقرير غلى أن مضامين موضوع علم الحياة في المدارس الإسرائيلية تغيّرت قبل 4 سنوات، ولم تعد تشمل البحث في نظرية التطور وإنما أصبح التركيز على فرص البقاء والتغييرات الوراثية. وقال معدو التقرير إن جهاز التعليم الإسرائيلي فضل عبر السنين إبقاء موضوع نشأة الإنسان مبهما، لكن في السنوات الأخيرة يبدو أن الاتجاه هو إخفاء الموضوع كليا.
ويقول خبراء إسرائيليون في التنشئة العملية إن عدم تعليم أصل الإنسان ونظرية تطور الإنسان يعد إسقاطا علميا كبيرا، لأنها جزء لا يتجزأ من مبنى العلم الحديث. وقال هؤلاء إن جهاز التعليم يفضل عدم خوض المسائل المركبة والمثيرة المترتبة على تعليم هذه النظرية الهامة، لأنها ستثير مسائل أخلاقية واجتماعية وقد تصل إلى السياسية.
ورد وزارة التعليم الإسرائيلية كان أنها تدرس جزء هام من النظرية وهو المتعلق بتأقلم الكائنات مع بيئتها وفرص بقائها في المرحلة الإعدادية، وأن نظرية التطور متاحة كموضوع اختياري للطلاب في المرحلة الثانوية.