وصلت قضية الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على القدس إلى أروقة المحكمة العليا الأمريكية، بطريقة غريبة تمامًا. بلغت المحكمة العليا بأنها ستفحص قرار حكم من عام 2002، الذي أقر من بين أمور أخرى بأن الأمريكيين الذين يولدون في القدس يمكنهم أن يُسجلوا إسرائيل كمكان ولادتهم لأن الولايات المتحدة لا تعترف بصورة واضحة بأن القدس هي جزء من إسرائيل.
ترفض الحكومة الأمريكية منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948 الاعتراف بالقدس كعاصمة لها، لكي لا تتدخل في الخلاف بين إسرائيل والفلسطينيين، ومن دافع الأمل بأن يُحل الموضوع باتفاق بين الجانبين.
وصلت القضية إلى نزاع قانوني بطريقة غير مباشرة. وُلد مناحم جبوتوبسكي عام 2002 في القدس، لوالدين إسرائيليين أمريكيين. طلب كلاهما أن يُسجل في جواز سفره الأمريكي بأن مكان ولادته هو إسرائيل، لكن في أعقاب قرار الحكم الصادر من المحكمة في ذلك العام، كان عليهما الاكتفاء بالتسجيل بأن ابنهما هو مولود “القدس”.
يحاول الكونغرس الأمريكي الودود لإسرائيل منذ سنوات أن يقر بشكل رسمي بأن القدس هي عاصمة إسرائيل، لكن البيت الأبيض يكرر إحباط تلك المبادرات من أجل عدم المس بالمفاوضات المستقبلية بشأن مكانة المدينة. مرر الكونغرس عام 1995 قانونًا يطالب بنقل سفارة الولايات المتحدة التي تقع اليوم في تل أبيب إلى القدس، لكن إدارة كلينتون ألغت القانون. أحبط في عام 2002 الرئيس جورج بوش أيضًا قانونًا يقر بأن القدس هي عاصمة إسرائيل، وصادقت المحكمة على ما قام به بوش.
سيخضع الموضوع الآن إلى اختبار مجدد. حسب ادعاء والدَي مناحم، لقد أراد 50000 أمريكي ولدوا في القدس تعريف مكان ولادتهم على أنه “إسرائيل”، وهم ليسوا قادرين على القيام بذلك. رغم الامتناع الأمريكي عن الاعتراف الرسمي بالقدس، فإن جميع رؤساء الولايات المتحدة الذين زاروا إسرائيل، فيما يشمل باراك أوباما، جورج بوش، وبيل كلينتون قد زاروا القدس على أنهم ضيوف الحكومة الإسرائيلية.